اللاوعي عالمٌ يزخرُ بالحياة، تلك التي لا قواعدَ لها ولا شكلَ محدداً مسبقاً؛ إنها حياةٌ تشبهُ الموجَ المتلاطم، تجري فيها قصصٌ لا يعرفها إلا أصحابُها، ونادراً ما تخرج إلى الورق. إن خوضَ غمار هذا البحر أمرٌ في غاية التعقيد، ولكنه في غاية المتعة، وكلما ازادت معرفتك ازادت ظلمته، لأن الأفكارَ تُلقي بشوائب..
امتدت فترة كتابة هذه القصص لسنوات طويلة امتدت من عام 1987 بقصة "الرائحة"، إلى عام 2013 بقصة "الله يطول بعمره". وكتبت جميعها تحت وطأة استبداد ثقيل جعل تفكيرنا شبه مشلول وجعلنا جلادين ومراقبين مجانيين على أنفسنا، ومن "الطبيعي" أن يتم الاعتذار عن نشر معظمها كما حصل مع قصة "الرائحة" التي اعتذرت عن نشرها..
كانت القرية، دائماً، رمز البساطة في نظام حياتها وفي التركيبة النفسية للقرويين، الذين نادراً ما يعانون مما يسمى "فوبيا" أو "مانيا"، ويتقبلون كل ما يجري معهم كأمر طبيعي مهما كان قاسياً. كان هذا في تلك الحقب الزمنية التي كان فيها الزرع يطعم من يعمل بالأرض، ويوفر له فائضاً للبيع يؤمِّن له جزءاً مهمَّاً ..
نحن جيل الحرب، وآباؤنا جيل الهزيمة، وبينهما كبرت الأرواح، وتشابَه عليها مفهوما الحرب والحبّ.
أشياء أكبر من أن تُحكى، لكنّني أؤمن بأن الحكاية وحدها قادرة على خلق وطنٍ صغير نحمله في جيبنا، ونحدّث عنه أطفالَنا الذين ولدوا خارج الوطن، وحملوا وَسْمَه في وجوههم وألسنتهم وهوياتهم من دون أن يروا حجراً فيه،..
لم تكن الكتابة الشذريّة وليدة التقنية التي ضيّقت الخناق بمساحاتٍ ضيّقة وعدد أحرف محدود. فقد وُلدت مع فكرة الإنسان الأولى؛ بدءًا من فلاسفة اليونان إلى الشعوب العربيّة بتصنيفها تحت مُسمّى: «الحكم والأمثال»، وصولًا إلى الفلاسفة الأوروبيين. ويُرى أنّها «عدّوة السطحيّة والسطحيين»، لأنها تحملُ عمقًا لافتً..
جائعون من نوع خاصجائعون لشيء لذيذ لكن بألمومن الألم لذةكنجاح بعد فشلاو لقاء بعد انقطاع أمللشيء مختلفجائعون لمنطقة لم نصلها بعدلدهشة حقيقيةلفاهٍ مفتوح بتعجب وإعجابجائعون لنحيب فرحجائعون لنور محسوس ينقلنا من عالمنا المعدملحياة بلا موتوأمن بلا خوفوراحة فلا ضيق..