«لا يزال عالقًا في الأحد بينما انتقل العالم كله إلى الاثنين. يخشى أن يتحول الأسبوع إلى سبعة آحاد، يخشى أكثر أن تختلط عليه الآحاد فلا يعود قادرًا على تمييز الأحد الذي يعقبه الاثنين فتدوم الآحاد الملعونة أسبوعًا آخر. كلما اقتربت الساعة من الثانية عشرة ليلاً فكّر بالقفز من نافذة الأحد وليحدث ما يحدث غي..
في شقته الصغيرة بالطابق التاسع عشر، اعتاد أن يعيش وحيدًا منذ زمن، وسيبقى كذلك حتى آخر يوم في حياته، لأنه كان يخلط بين الحب والألفة. كان يخلط أيضًا بين أصيص الزهور ومنفضة السجائر عندما يدخن للدرجة التي كاد يفقد معها القليل المتبقي من عقله إذ صار للرماد منظر الزنابق، وعندما بات يخلط بين الجدار والمرآة..
"أعتقد أن القارئ سوف يجد، كما وجدت، حين يفرغ من قراءة هذه المجموعة القصصية للأستاذ عبد الله الناصر، أنه قد دخل عالماً متخيّلاً لكاتب متمرّس واثق من نفسه، متين الأسلوب، غزير الشاعرية، عميق الإحساس بالبيئة التي يصوّرها، وبنبل الإنسان في معاناة العيش في تلك البيئة. وسوف يعجب، كما عجبت، أن هذه مجموعة قص..