يبدو كل شيء ساكنًا في هذه الرواية، الأشخاص جالسون في أماكنهم، بأسمائهم الغريبة، الأماكن ساكنة، أم البطل في بيتها هناك .. ساكنة، بعض شخصياتها مصابون بالصمم، كل شيء غريب، وجديد، ومبهر، وقد جاءت عبقرية الرواية في أن أصحاب هذه الأسماء التصقوا ببعض، كأنهم تماثيل تزدحم في قاعة متحف.إنها رواية الحرب المودي..
يقال إن الأماكن تحتفظ بأثر بسيط عن الأشخاص المقيمين بها، أثر دفين أو واضح. بالنسبة لإرنست وسيسيل بروديه ودورا، سوف أقول إنه دفين. لقد كان يتولد لدي انطباع بالاختفاء والضياع في كل مرة كنت أتردد فيها على أحد الأماكن التي أقاموا بها..
بهذه الرّواية وبأعمالٍ أخرى مسكونة ببحثٍ مشابهٍ فرضَ موديانو نفسه باعتباره روائيَّ فردوس الطفولة المفقود. في أعماله الأخرى صوّر أثر هذا الفقدان عليه وعلى شقيقه الأوحد الذي رحل مبكّراً. في الكتاب الحاليّ يتّسع المنظور ليشمل جيلاً كاملاً، جيل رفاقه في أيّام الدّرس، يعود إليهم بعد عشرين عاماً، ليصورّهم..
كنت سأخلط القصاصات مثل لعبة ورق وأنثرها على الطاولة. أهذه هي إذَن حياتي الحاليّة؟ هل أنّ الحياة برمّتها تقتصر بالنسبة لي في الوقت الحاضر على حوالى عشرين اسماً مختلفاً وعنواناً متفرّقاً لم أكن أنا سوى الرابط الوحيد بينها؟ ولماذا هذه الأسماء والعناوين وليس سواها؟ ما كان القاسم المشترك بيني وبين هذه ال..
في ساحة شاتليه، أرادت الصعود في المترو. كانت ساعة الزحمة. وقفنا محشورَين قرب البوّابات. وعند كلّ محطّة، كان الركّاب الذين ينزلون يدفعوننا على الرصيف، ثمّ نعود ونصعد في الحافلة مع الركّاب الجدد. كانت تسند رأسها إلى كتفي، وقالت لي مبتسمة
لا أحد يمكنه أن يعثر علينا وسط هذا الحشد
في محطّة غار دو نور، ..