تشكل رواية "أنبئوني بالرؤيا" للكاتب المغربي "عبد الفتاح كليطو" سفرا في نوادر وطرائف من "ألف ليلة وليلة" لكن بقوالب مجددة ومختلفة وشخوص قد تحيل أحيانا على أعمال أخرى للكاتب. ويستلهم عبد الفتاح كيليطو راويته من ذكريات طفولته، وخياله، ومن تأملاته حول الكتابة والقراءة، وخاصة قراءته المغايرة للتحفة الأدب..
يعتقد الطفل أن الحكايات تروي ذاتها، وأنها لا تكون في حاجة، كي تصل إليه، إلا لصوت الراوي أو للورقة المطبوعة. الحكاية أشبه بالأخرى مثل الماء بالماء، فمهما كان النبع الذي يسيل منه فإنه السائل ذاته. وقد يحدث أن يسأل الطفل عن منبع الماء، لكنه لا يتساءل أبدا عن مصدر الحكاية و أصلها. وفيها بعد، عندما يدرك ..
الوفاء لعالم الألفة لا يعني الإنفصال الكلي عن عالم الغرابة. وإلا فلماذا يشعر السندباد بحاجة ملحة لرواية تجاربه ولماذا "صار كل من سمع بقدومه يجئ إليه ويسأله عن حال السفر وأحوال البلاد فيخبره ويحكي له ما لقيه وما قاساه".حكاية السندباد بمثابة حوار، أو جدل، بين الإنغلاق والانفتاح، تماما كالثقافة العربية..
كثيرا ما تساءلت كيف كان ممكنا للعرب في الماضي أن يستغنوا عن الصورة. يبدو أنهم ما كانوا يهتمون لذلك إطلاقا، وهم على أي حال لم يبذلوا أي جهد لتحديد صورتهم. ماذا كانت صورة هارون الرشيد، والمتنبي، وابن رشد؟ لن نعرف ذلك أبدا. مع أن الرسم كان موجودا في بعض الحقب، غير أنه ما كان يخطر على بال أحد أن يستخرج ..
يستهلُّ النَّاقد والمفكِّر عبد الفتاح كيليطو كتابه الجديد هذا، بالحديث عن "المقامات"، وهي الإحالة الأولى على طريقة الكتابة، أو بالأحرى اختيار الكتابة "بالقَفْز والوَثْب" على حد قول مونتيني. لكنّ، كيليطو يضعُ أفكاره في سياقٍ تاريخيٍّ لا يخلو من علائق مع المناهج الحديثة، بحكم اشتغاله على التجديد في ال..
باستخدام الحبر الخفي تصير الكتابة غير مرئية، فلا تظهر إلا عبر وسيلة من الوسائل، كأن تعرض على مصدر حرارة، أو تعالج بحيلة كيميائية. غني عن القول إن للعملية هذه ارتباطاً بالإضمار والتكتم، وغالباً ما يكون الغرض منها إقصاء قارئ غير مرغوب فيه واتقاء الرقابة والتلصص، لا سيما حين ينطوي الأمر على مسألة حياة ..