لتأليف أبي حيان لهذا الكتاب قصة ممتعة، ذلك أن أبا الوفاء المهندس كان صديقاً لأبي حيّان وللوزير أبي عبد الله العارض، فقرب أبو الوفاء أبا حيّان من الوزير، ووصله به، ومدحه عنده، حتى جعل الوزير أبا حيّان من سُمّاره، فسامره سبعاً وثلاثين ليلة، كان يحادثه فيها، ويطرح الوزير عليه أسئلة في مسائل مختلفة فيجي..
يتحدث هذا الكتاب عن الصداقة بشكل جميل من خلال سرد القصص والحكايا وعرض مقتطفات من رسائل وحكم وأشعار تتناول الصفات الواجب توافرها في الصديق الحقيقي، فالكتاب في المجمل هو موسوعة أدبية غنية عما قيل في الصداقة والصديق من شعر وأقوال ورسائل، وكل ذلك بأسلوب أبي حيان التوحيدي وحكمته ورصانته...
حين تقبل على قراءة هذا الكتاب لن تجد في استقبالك أبا حيان التوحيدي فيلسوف الأدباء وأديب الفلاسفة وناشر العربية الأكبر.. أقول لن تجده في استقبالك، وأقصد لن تجده وحده في استقبالك، بل تجد ثلة من عباقرة عصره منهمكين في إعداد مائدة حافلة بأروع ما جادت به قرائحهم من فكرة في الفلسفة والمنطق والأدب واللغة و..
كتاب البصائر والذخائر: هو كتاب ضخم ألفه التوحيدي كما يقول ياقوت في عشرة أجزاء، كل جزء له فاتحة وخاتمة وقد عشر على تسعة أجزاء منها وهو ثمرة عمل دام خمسة عشر عاما امتدت بين 350 هـ و 365 هـ وقد عرف الكتاب بأسماء مختلفة فهو تارة البصائر والذخائر، أو البصائر والنوادر، وأخرى بصائر القدماء وسرائر الحكماء و..