- التوفر: انتهى من المخزون
دور النشر لهذا الكتاب:
ماهو التمثيل السينمائي الجيد ؟
في ختام فيلم «العراب»، يلعب مارلون براندو في دور (الدون كارلوني) مع حفيده في الحديقة. يأخذ حز برتقالة، ويدسه في فكه كأنه طقم أسنان، ثم يكشّر ويطارد الصبي عبر أحواض البندورة. يرش الصبي هذه الشخصية القوية، الشبيهة بالآلهة، بمبيد حشرات، وتستمر اللعبة لتنتهي بموت (الدون).. ذلك الوحش المثير للشفقة في إهاب إنسان بسبب نوبة قلبية.
لماذا كانت تلك لحظة ملهمة من التمثيل السينمائي؟ لأن المخرج والممثل في هذا المشهد تحديداً اختارا أكسسواراً مجسداً وديكوراً مفاجئاً، لكنهما مناسبان إذ أسهما بشكل كوميدي ومشؤوم في محو صورة العراب الذي يحصد أرواح الناس، صورة الشخص الذي يقرر من يعيش ومن يموت ضمن مملكته.. مملكة الجريمة المنظمة. إن لعبة «الاستغماية» (الطميمة) الطفولية، واستخدامه لقناع مصنوع ببساطة من حز برتقالة، يكشفان خصال (الدون كارلوني) المريحة والمهددة في آن معاً. بالتالي، يرى المشاهد جانبين لشخصيته، التي تمتلك جماليّاً طابع إعادة الثقة للنفس والتحريض.
إننا نذهب إلى الأفلام كي نتسلى، ولنستمتع بالعمل الفني للمخرج ومعاونيه: الممثلين، المصممين، التقنيين، والموسيقيين، نحن، في الظلام، أكثر عرضة لقبول أنواع مختلفة من الصور والشخصيات، بصحبة «البوشار» و«الصودا» وألواح الشكولاه، وذلك ضمن جو رسمي يشبه مسرحاً متكاملاً. إننا نتشجع بالسمة المشابهة للأحلام في الصور السينمائية لنهضم المعاني والاستعارات بالجاهزية نفسها التي نتعلم فيها ركوب الدراجة الهوائية في الطفولة، أي من خلال الإعادة والتجربة الحسية.
معلومات الكتاب | |
ترجمة | رياض عصمت |
عدد الصفحات | 175 |
سنة النشر | 2012 |
عدد أجزاء الكتاب | 1 |
غلاف الكتاب | غلاف |
الطبعة | الأولى |