مقولات النقد الثقافي

يناقش هذا الكتاب وجهة نظر عقلانية نتجت عنها أهم التيارات الفكرية في القرن الماضي مما يجعله يقدم زادًا معرفيًا يندر أن يتوافر بين دفتي كتاب واحد؛ إذ يبدأ "بحلقة فيينا"، و"مدرسة فرانكفورت" التي تُمثل الجيل الأول من أصحاب النظرية النقدية الذين اضطروا إلى مواجهة مشكلة لم تكن تقتصر على نكسة مؤقتة للصراع الطبقي، بل تتجاوز ذلك إلى احتمال خسوفه إلى الأبد، ومن المعروف أن هذا الخسوف كان نتيجة منطقية لظهور ثلاثة تشكيلات اجتماعية جديدة تاريخيًا وقد تضافرت هذه العوامل جميعًا لتحجب جميع الآفاق الوشيكة والحلولية للتحرر الإجتماعى، مناقشًا أهم نظريتهما وأعلامهما مثل: ماكس هوركهايمر و ثيودور أدورنو و هذا الصدد يبرز عن موافقته على قول الشاعر الفرنسى رامبو وهو «يجب الالتزام بالحداثة بصورة مطلقة»، وماركوزه الذى نشر مقالة تحت عنوان «الفلسفة والنظرية النقدية» الذى يمثل محاولة تمييز بمنهجية أدق لتحديد العلاقة بين النظرية النقدية والتقاليد الفلسفية الغربية، وهو يبدي الحذر أيضًا فلا يتسرع بالقول بالتماهى بين النظرية النقدية والفلسفة، ثم ينتقل إلى الوجودية السياسية والدولة الشاملة ما عدا كارل شميت الذي تمثلت الفلسفة السياسية لديه دعوة إلى ما يمكن أن نسميه مذهب الحيوية السياسي حيث يؤمن بأن فلسفة الحياة العملية هي الأساس الفكري لمشروعه الثقافي، مخصصًا فصلًا للمفكر الفرنسي ميرلو بونتى الذى أعاد الفحص المنهجي للعلاقة بين الفكر والعالم وهو المشروع الذي أشار إليه باسم «أصل الحقيقة».