قصة الفن

في هذا الكتاب، يمر غومبيريتش بتاريخ الفن، منذ بداياته الأولى، بأسلوب سلس، لا يجعلك تقرأ قوائم من الأسماء والمدارس الفنية، وإنما تعيش العمل الفني، بكل حيثياته وتأريخيته، وهذا ما يؤكد عليه المؤلف في تصديره إذ يقول «لا أريد أن يتحول النص إلى قوائم أسماء»، بل حرص على أن يكون فضاء مفتوحًا بذات انفتاح الموضوع الذي يكتب عنه، ذلك الموضوع الذي قد يصدمنا غرمبيريتش حين يقول عنه «لا يوجد في الحقيقة شيء اسمه الفن، بل يوجد فنانون فحسب»، وهذا ما يجعله يؤكد على حقيقة إن للجمال مشكلة «هي أن الأذواق والمعايير المتعلقة به تختلف كثيرًا»، وبالتالي، هو يقر بأن الفنانين هم الموجودون، وليس الفن، فلا اتفاق على فن ما، لكون الفن «أكثر تعقيدًا بما لا يقاس من الذوق في الطعام والشراب».