القائمة
السلة

مريم

مريم
مريم
35 ريال
السعر بدون ضريبة : 30 ريال
السعر بنقاط المكافآت : 3000
  • التوفر: انتهى من المخزون

دور النشر لهذا الكتاب:

لن أتحدث عن فيلم (مريم) أو عن السينما، لن أتحدث عن تلك الآلية المعقدة التي كانت تواجهني كل لحظة، منذ البدء بكتابة السيناريو، انتهاءً بالعمليات الفنية الأخيرة، والتي ألزمتني بأن أضع جانباً كل الخبرة التي تراكمت عبر سنوات من العمل التلفزيوني والسينمائي، كي أقترب من هذا الفيلم بروح مختلفة ومتجددة..

سأتحدث عن الرجل الذي أنا مدين له، وسأبقى كذلك ما حييت، بكل ما قدر لي أن أقدمه في السينما والتلفزيون و..الحياة. الرجل الذي أهدي لروحه الطاهرة هذا الفيلم.. العمل الأول الذي أنجزه بعد رحيله، ولن يكون بوسعه أن يراه.. والدي.. يوسف الخطيب..

من طبيعة الأمور أن يكون المرء مديناً لوالده.. خصوصاً عندما يكون أباً، ورفيقاً، وشريكاً ناصحاً.. يختلف الحال عندما يكون الوالد إنساناً، بالمعنى الأشمل للكلمة، صاحب موقف ورؤية، رجل صارع الحياة وبقي حتى النهاية متشبثاً بكل ماعاش من أجله وآمن به، وأن يقدر للابن أن يعيش في كنفه، متماهياً مع عالمه، شاهداً على لحظات حياته الفريدة، مستلهماً منه لا الدروس والعبر فقط، بل روح الثبات والمواجهة، الصبر، الإيمان، والقدرة على الحب ..

«لقد فقدنا كل شيء... ولم يتبقى لنا إلا الحب..».. كتب والدي..

عندما أتذكر كل ما أقدمت عليه، أجد أن الحب كان دائماً هو الدافع.. هو المحرض.. حب الوطن، حب الإنسان، حب كل ما هو نبيل .. وحب الذات..

أن يحب الإنسان ذاته فهذا يعني أنه بالأضافة إلى قدرته على حب الأخرين، أن يعرف قيمة نفسه، قيمة ما منحه الله إياه من حرية القرار والإختيار، قيمة الروح، بالحفاظ على سموها والترفع بها عن كل ما هو عابر وغير جوهري. هكذا عاش والدي.. وهذا ما تعلمته منه..

قبل ثلاثين عاماً من اليوم كتبت له من موسكو، أطلب مشورته في رغبتي لدراسة الإخراج السينمائي، أجابني برسالة طويلة لا أزال أحتفظ بها حتى الآن.. كان يرى المستقبل واضحاً، وكما رآه واعداً لابنه الذي يعرفه جيداً، وقد أمضى طفولته شغوفاً بالكتابة والموسيقا والرسم، رآه أيضاً مستقبلاً شاقاً مليئاً بالتحديات، لأنه خبر أيضاً معنى أن يكون للإنسان في عالمنا مشروع ثقافي وإبداعي قد يتعارض لدرجة كبيرة مع التيار السائد، خصوصاً إذا كان المشروع مرتبطاً بالوطن الأم.. فلسطين. موقفه كان مشجعاً، وفي الوقت نفسه، مؤكداً على أنه يتوجب علي تحمل تبعات هذا القرار لأن الطريق لن يكون سهلاً..

«المهم ألا تنسى من أنت.. ومن أين جئت.. وإلى أين تمضي ؟».. هذه كانت وصيته آنذاك، والتي بقي، رحمه الله، يرددها على مسامعي حتى أيامه الأخيرة..

معلومات الكتاب
عدد الصفحات171
سنة النشر2012
عدد أجزاء الكتاب1
غلاف الكتابغلاف
الطبعةالأولى

كتابة تعليق

الرجاء الدخول أو التسجيل لكي تتمكن من تقييم المنتج