عمارة البيت السكني ومحتوياته في حضارة بلاد الرافدين

يقول المؤلف عن اصداره بأن حركة التطور المعماري للبيت السكني  تميزت في حضارة بلاد الرافدين بالتفاعل بين المواد الانشائية المتوفرة في البيئة الطبيعية للبلاد وبين المناخ السائد ، حيث عاش الانسان العراقي القديم في ظل ظروف مناخية قاسية تميزت بالاختلاف الكبير بدرجات الحرارة بين الصيف والشتاء وكذلك بين النهار والليل،مضيفا في سياق مؤلفه الجديد  بان اهم ما يميز العمارة في بلاد الرافدين انها اعتمدت على الطين بالدرجة الأساس في بنائها عبر العصور ، اذ اعتبر الطين اقدم مادة انشائية في تاريخ العمارة العراقية القديمة والذي خضع الى مبدأ التطور عبر الزمن باستعمال الطوف واللبن والاجر، فضلا عن استعمال الحجر بانواعه وكذلك القصب والخشب مستخدما المواد الرابطة في البناء (الطين والنورة والجص والقير ومواد مقاربة للاسمنت) .
كما تطرق حكمت الاسود الى ان  حركة التطور المعماري في بلاد الرافدين امتازت بتفاعل كامل وحيوي بين المادة الاولية التي تصنع منها المواد الانشائية وبين الطبيعة والبيئة والمناخ اللذان يحيطان بالمنشأة المعمارية ، كل هذا دفع المعمار الرافديني الى اتخاذ عدة معالجات فنية اضفت صفة جمالية ومقاومة اكبر لتقلبات المناخ ، وعليه كانت المواد الاولية والمعالجات الفنية اثرها في تاريخ العمارة الرافدينية ، وان تطور التقنية الهندسية المعمارية يكمن في العلاقة بين المادة والفراغ والذي تكيف مع الزمن بواسطة الانسان الذي هو مجال اللعبة.