المغازي الأولى ومؤلفوها

دراسة فريدة لم يسبق إليها فيما أعلم ، فهو يتناول طائفة من المؤرخين المبكرين الذين وصفوا حياة الرسول وكتبوا فيها المؤلفات. فيذكر ترجمة وافيه لهم، مبينا مراكزهم الاجتماعية، وأعمالهم الرسمية ويعنى بنشأتهم العلمية، وكيف حصلوا على معارفهم وآرائهم العلمية. ثم يتناول ما ألفوا من كتب، ويقف عندها طويلا، ملخصا محتوياتها واصفا قيمتها الفنية، وأخيرا يصف ما كتبوا في المغازي بالمعنى الخاص أو العام، ومقدار ارتباطها بحياة النبي في مكة وفي المدينة، أو ارتباطها بالحياة الإسلامية عامة. 
وهو أول دراسة من نوعها تذاع في الشرق العربي، تهدينا إلى المجد الرفيع الذي بلغه أجدادنا في قديم زمانهم، وإلى المناهج العلمية الدقيقة التي كانوا يصطنعونها ويحافظون عليها، وإلى الحياد وحب الحق مما التزموه في دراساتهم العلمية، حتى تعرضوا للمخاطر وللظلم. ومن الطبيعي ألا يبرأ الكتاب من بعض وجوه النقد التي يسببها له المنهج الذي اختاره المؤلف، فهو حين يتتبع مقتطفات التواريخ من هذه الكتب لا يميز بين الروايات والمدونات، بل يتغاضى أحيانا عن الروايات، ويرجح تدوينها، وبهذا قد يدخل في تصورنا للمغازى الأصلية معلومات ربما لم تكن فيها