الفلسفات الانجلو أمريكية

تتميز الفلسفة الأنجلوسكسونية عن نظيراتها الفلسفة الفرنسية والفلسفة الألمانية بالطابع العلمي، إذ أنها علمية بالأساس، سواء من حيث الموضوعات والحقول الفلسفية التي طرقتها، او من حيث المناهج وآليات استخدامها، أو من حيث الغايات التي تصبو إليها؛ أي من حيث الدقة واليقين في أحكامها الفلسفية، ومنها على وجه الخصوص الأحكام الأكسيولوجية.ولعل هذا ما يضيف ميزة أخرى للفلسفة الأنجلوسكسونية، تتمثل في التحول في جوهر التفلسف من إشكالية المذهاب إلى إشكالية المناهج، بحيث يمكننا أن نصطلح على تسميتها بـفلسفة المناهج وطرائق التفكير، كما أن معظم فلاسفتها بشتغلون بطابع جمعي حيث يشكلون دوالر وحلقات فكرية - علمية.لقد قاعد هذا الطرح العلمي - الفلسفية إلى ثورة معرفية ومنهجه خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر، وأدى ذلك الخطاب العلمي الجديد إلى خطاب فلسفی جدید ایضا، ففيمطلع القرن العشرين انقسمت الفلسفة إلى كتلتين مختلفتين جذا هما الفلسفة المسماة "قارية والفلسفة التحليلية المؤثرة غالبا في البلاد الأنجلوسكسونية، هذه الأخيرة تنسب إلىهيدغر اكثر من دیگارت، وإلى فريجه اكثر من كانط، وإلى راسل وفيتجنشتين أكثر من نيتشه او هيدغر، فهي ذات نزعة تجريبية ومنطقيه معا (رغم ان التجريبية المنطقية التينراها عند كارناب "Carnap" لم تكن سوى احد تياراتها)، أنها تفضل التحليل المنطقى اللغوي على التركيب، وتنتمي إلى الواقعية أكثر من المثالية، وتهتم اكتر بحال العلوم من الاهتمامبماضي و تاريخ الفلسفة، و تعلق أهمية أكبر للوضوح ودقة المحاجة، إنها طريقة أخرى لمعارضة هيغل باسم المنطق واللغة والعلم اكثر من مقولات الحياة والتاريخ والذاتية.