الخريف من معارفي

تبدو قصائد نجيب جورج عوض الجديدة " الخريف من معارفي" تجوالاً في الأمكنة كما في حالات الحب معاً. عوض يبتغي رسم ولعه بالحب من خلال صورة الحب في اليومي العابر، أو الذي يبدو عابراً، في استرجاع يجانب التركيب واحتمالات المضمر. هي قصائد تبتغي "قول ما حدث" على نحو شعري فيه الكثير من الرغبة في الاحتفال بالحياة ذاتها رغم كل ما تحمله من قسوة ومن حزن."الخريف من معارفي" ( منشورات المتوسط، ميلانو، 2016 ) قصائد ترتحل في الزمان والمكان لتأتي لنا من اغترابها وتجوالها بلوحات شعرية وشيجة العلاقة بمناخات وأجواء المدن والأمكنة التي ترافق الشاعر ويرافقها والتي تأتي منها القصائد. هي قصائد غربة تعيش حالات تكاد تقارب رحلة سياحية ، غير أنها تتنكب عن ذلك بالطبع ، وتذهب نحو قراءة الألم في تجلياته القصوى هنا وهناك حيث المدن والأماكن شواهد قلق ولوعة، وحيث الترحال ذاته رتابة العيش وارتباكاته، وحيث الشعر شاهد لا يكتفي بالنظر بل يخوض التجارب الحية، ولعا بالتعبير عنها بالفن وأدواته الجمالية.