تغطية الإسلام كيف تتحكم وسائل الإعلام الغربي في تشكيل إدراك الآخرين وفهمهم

 تغطية الاسلام أحد كتب إدوارد سعيد الثلاثة الرئيسية التي غطى من خلالها مفهوم الاستشراق ودلالاته غير أنه في هذا الكتاب ركز تحديدا على تغطية ما أسماه بالغرب (وبالأخص أميركا) بآلته الإعلامية للمجتمعات الشرقية المسلمة باختزالها بالإسلام الذي أتى به كفكرة سطحية مقولبة جاهز للاستهلاك من قبل جمهور مشحون عاطفيا وميال للعدائية بحكم ما قدم ويقدم له من الاعلام وقد تجلت هذه التغطية الممنهجة في الحدث الأكبر الذي سبق إصدار هذا الكتاب ألا وهو الثورة الإيرانية في أواخر السبعينات القرن الماضي وحادثة رهائن السفارة الأمريكية في طهران، حيث أتى الكاتب على الاستشهاد بالأدلة على ذاك التجييش السياسي و التعالي الفكري الغربي على كل ماله علاقة بالمجتمعات الشرقية النائية والمختلفة، إضافة إلى السياسة الإمبريالية وتأثيرها على الإعلام و إلى مقارنة الكاتب لسطحية الطرح الأمريكي العاطفي برأيه هو مع غنى التغطية الأوروبية مبررا اياها بخبرتهم التاريخة في التعاطي مع المجتمعات الشرق اوسطية من دون أن ينفي عنهم الطابع الاستشراقي واشارة منه الى ترسبات تلك المقاربة الاستشراقية وتأثيرها الممتد على توجهات المجتمعات الغربية والعقول الاكاديمية فيها إلى وقت صدور هذا الكتاب، منهيا عرضه باصول استنباط المعرفة عن طريق التأويل السليم والمدرك للحالات الظرفية والقريبة من المنطق الإنساني الحصيف بالأمثلة.   
يعيب الكتاب في عين قارئه اليوم، تناوله لمفصل تاريخي باسهاب مفرط وحقيقة اننا تجاوزنا ذاك المفصل بأكثر من ثلاثة عقود الواقع الذي أدى إلى أن يكون جزء ليس بيسير من مادة الكتاب ضعيفة العلاقة المباشرة بواقع اليوم او في حاجة إلى المراجعة والتحديث، غير أنك تستطيع استشعار الفكرة العامة أو ما نتج عنها من انعكاسات جلية إذا ما وضعت المحتوى المقدم في سياقه الفكري والتاريخي فيما يخص العلاقات بين ما يرمز له بالشرق( المتخلف) والغرب (المتحضر) اليوم وتعاطي الإعلام الغربي الفوقي معه المشوب بشجون الحقبة الاستعمارية والميول الامبريالية   لشئون ذلك الشرق وبالأخص بلدانه (مستعمراته السابقة) العربية و الإسلامية.