الصيف الأخير

يقدم لنا (هيسه) هنا محنة الإنسان المعاصر، محنة مبدع تهيمن عليه فكرة الزوال ولا يعنيه إبداعه على أن ينجو من قدره المحتوم.
ويحاول أن يخلد الحياة بالإبداع ويتحدى الزوال. يبث هيسه في ثنايا القصة تلميحات وإشارات تجعل منها كثيرة المستويات، واسعة المعنى، غزيرة الأفكار.
يدير هيسه الحوار بين شخصيات الرواية بحذق، فيقدم لنا حوارا ساحرا رائعا، كما يقدم وصفا باذخا وسردا جميلا يستغرق القارئ فيه ومعه.
في الفصل الاخير تكتمل صورة البطل وهي بحق لوحة رائعة للانسان الحاضر بكل تناقضاته، ومشاعره، وأفكاره، وخلجاته، وطموحه، وصفاته السامية والحقيرة.
لدرجة تساءلت هل يمكن لرسام رسم لوحة فعلية...!؟