- التوفر: انتهى من المخزون
دور النشر لهذا الكتاب:
يرتبط البحث في خطاب الجنون بمحاولة قراءة إنتاج المجانين في إطار تصور شمولي يربط الجنون برفض كافة أشكال التنميط التي تعاملت معه بانتقائية أدخلته ضمن سياق الضحك والترويح عن النفس، من هنا يهدف المدخل إلى رصد طبيعة خطاب الجنون ودلالته. لقد اهتم المدونون بالتأريخ لأخبار المجانين والحمقى دون أن يحفلوا بالتأريخ لخطاب الجنون، وهذه العملية أفضت إلى نتيجة واحدة تمثلت في إغفال الموضوع (الجنون) واستحضار الذات (أخبار المجانين)، والراجح أن إقصاء الجنون من المدونة الثقافية العربية يعود أساسا إلى سمة المجانين المزعجة للسلطة السياسية والدينية، خاصة أن المجنون تمتع بتسامح الدين والمجتمع، مما أهله لأن يقول كل ما يعن له دون خوف من المحاسبة، ومما زاد في تهميش الجنون، موضوعا، هو أن الناس، خاصة المعارضين للنظام السياسي، لمَّا رأوا هذا التسامح مع المجنون هربوا إلى الجنون، فكثر التجانن. وبهذا يكشف خطاب الجنون عن الصراع الذي ما انفك يفرض نفسه في كل مرحلة، إنه صراع بين المؤسسات والمعارف، يواجه فيه المجنون، بإصرار، كافة أشكال الإقصاء والنبذ والردع والميز، لهذا عد دائما صرخة احتجاج في وجه العالم الهش الذي لا يسلم بالاختلاف إلا إذا كان مشرفا عليه، من هنا حصل الجنون على هويته واستطاع تحطيم أسوار العقل عندما جعل للحقيقة واقعا آخر غير حقيقي عند العقل، لأن حقيقة المجنون هي ذاته، هي رؤيته المفارقة لحقيقة العالم الخاضع لتنظيم الاستلاب والخوف.
معلومات الكتاب | |
عدد الصفحات | 396 |
سنة النشر | 2019 |
عدد أجزاء الكتاب | 1 |
غلاف الكتاب | غلاف |
الطبعة | الأولى |