منذ أن صنف الغزالي إحياءه والناس فيه بين مادح وقادح، مع أنه بيّن بنفسه وبما فيه، وجردت له حوادث تاريخية مشهورة أعظمها حرقه، ومنع الناس من اقتنائه فضلا عن قراءته، وعقوبة من فعل ذلك هذا البحث يكشف مدى صواب تلك الأفعال، والموقف الأرشد من هذا الكتاب اقتناءاً وبيعاً وقراءة، بناء على القواعد والمقاصد والو..
يقول الإمام الغزالي بأن باعثه على تأليف هذا الكتاب، والملقب بمعيار العلم هما غرضان مهمان، أحدهما تفهيم طرق الفكر والنظر، وتنوير مسالك الأقيسة والعبر، فإن العلوم النظرية لماّ لم تكن بالفطرة والغريزة مبذولة وموهوبة، كانت لا محالة مستحصلة مطلوبة، هذا ولما كثر في المعقولات مذلة الأقدام، ومنارات الضلال، ..