الواقع أن بونج لا يمكننا تصنيفه بسهولة. فهو منذ البداية أبحر بعكس كل التيارات السائدة، وفي عزّ الوثبة السوريالية. جاء بقطع من النثر أرقى من النثر، لكنها لا ترقى الى الشعر. فهو ينفي، عن عمد وتصميم، كل المقومات التي تجعل من الشعر شعراً. فليس من همّه أن يقلق، أن يُبهر، أن يُغري، وأن يثير عند الآخر تأمل..
“أرفعُ نخباً مع ابني الكبير. نامت زوجته الحامل مع ابنته في الطابق العلوي. كان مساءً آذاريّاً صاحياً وبارد. “نخب الحياة!” أقول له حين قرعت الأقداح بعضها البعض بصوتٍ رنّان حادّ. أمّي تقول شيئاً ما للكلب. ثمّ يدقّ الهاتف. لم نرفع السّمّاعة. مَنْ ذا الذي يتّصل بساعةٍ متأخّرة مساء السبت؟” في آذار 2015 تو..