الناشر:هي نهاية زمن وبداية آخر من دونه، من دون زعفران، الراحل إلى أحد أعشاش الجمر، الجنوب الذي أسرف في تكديس الأعوام والتواريخ والنكبات، وتحوّل إلى باقة زهور لها رائحة الدم والدخان!شارع القائد العام صار رديفاً لطريق الجلجلة. سكان كيش بدلاً من سكان أورشليم. السكين مُختبئة في حزام ثابت، وحليمة..
إنها حكايةُ الآلاف ممّن قضَوا في ذلك السجن الرهيب، وضاعت حكاياتُهم، كما ضاعت حقوقُهم، وضاعوا عن قلوبٍ ما زالت إلى هذه الساعة تنتظرهم..
هي حكايةُ الآلاف من الناجين، وأنا واحدٌ منهم.. ولعلَّ الكثير منهم لم ينْجُ بعد، وإنْ خرج بجسده من السجن حياً، لتكون زنزانته معه وقد صُلبتْ روحُه فيها، وقد تصوَّحت آ..