بدأ يفكر بحياته، وبكل الذي سيخوضه هذا الرضيع. أراد أن يعيد أهم محطات أيامه حتى يخرج منها بقيمة، شيء يستحق أن تدفع الرعب الذي يطلبه العيش كثمن له، ولكنه ارتبك عندما لم يسترجع إلا عدداً لا نهائياً من العصريات التي كان يجلس بها في الديوانية، حيث الأضواء مطفأة، أشعة الشمس الناعسة تمر من خلال النافذة الع..
ما سر أولئك الغرباء ؟الذين نلتقيهم في الزحام فتهفو إليهم قلوبنا ..كأنها تناديهم بأسمائهمأين عشنا معهم ؟وفي أي الأزمنة تقاسمنا معهم الحياة فوق الأرض ؟وفي أي الأوطان كانوا يمثلون النصف الآخر لنا ؟وخلف أي الأسوار .. أدينا أمامهم بطولة حكاية دافئة ؟..
"لقد تداخلت عليّ الأزمنة؛ زمني وزمن مراد الآخر... قريني الذي أصبح عدوي وخدعني أكثر من مرة! لقد كنت كمن يسير في عربة يجرها حصان بلا قائد، فتأخذه إلى حيث لا يعلم؛ ولكن دوام الحال من المحال، ولقد أدركت بعد أن تجسدتُ ما لم أدركه حينها. العلم! المعرفة! القدرة! الاستطاعة! أصبحت عبر السنين التي مضت ما رأيت..