إن واحدًا من التحولات اللسانية الكبيرة في القرن العشرين تمثَّلَ – على المستوى المعرفي- بإعادة العناية الفائقة بالعلاقة الرابطة بين اللسان والإنسان، التي كانت البنيوية السوسيرية قد أقصتها عن البحث اللساني، بوصف تلك (البنيوية) منهجية بحثية غير عابئة بالقيمة المهمة لأثر تلك (العلاقة الرابطة) في توجيه إ..
انفتح التاريخ على أنواع مختلفة من الوثائق والشواهد التي لم تكتب في الأصل لغرض الشهادة التاريخية، تندرج في هذا المقام كتب النوازل والرحلات و الأدب و الفقه وغيرها. فـ المؤرخ يتخذ أحيانا كثيرة من هذه النصوص وسيلة لاشتغاله، باعتبارها وثائق تكشف عن تفاصيل تتجاهلها المدونات الرسمية، وتساهم في بناء صورة مت..
لا تزال تستوقف الأنثروبولوجيا الفرنسية الدارسين لتاريخ الفكر الأنثروبولوجي، خاصة لجهة تميُّز نظريات ومناهج هذه المدرسة العريقة، بل حتى شخصيتها الفكرية العامة عن بقية المدارس الأنثروبولوجية. ولعل من العلامات البارزة لتميُّز هذه المدرسة، هو الدور الذي لعبه عدد من الأنثروبولوجيين الفرنسيين منذ النصف ال..
إن دراسة المجمع البشري في ضوء الأنثروبولوجيا الاجتماعية إنما هي عملية لها معزى خاص يستند إلى الطبيعة الخاصة لهذا التخصص أو الفرع الجوهري في علم الإنسان ( الإناسة ) وذلك لأن الأنثروبولوجيا الاجتماعية ستجعلنا قبالة موضوعات بعينها تهتم بها وتمتاز بدراستها من دون سائر التخصصات الأنثروبولوجية الأخرى المع..
نشأ جيل من طلاب علم الأنثروبولوجيا في الجامعات العربية على مفاهيم ونظريات العلم من مصدر يكاد يكون وحيداً، ألا وهو المصدر الأنكلو ساكسوني المُتمثّل في التقليد الأنثروبولوجي في بريطانيا وأمريكا، وهكذا ظلّت بقية المصادر شبه مغيبة. الكتاب الحالي ينشد الكشف عن بعض المصادر الأخرى، كتلك المتمثلة في التقليد..
قدّم شتراوس تصوراً حول الذات الإنسانية في علاقتها بجدلية الثقافة والطبيعة، فلقد اعتبر أن الإنسان ليس حراً كما يعتقد أو كما قدمته المادية التاريخية، بل هو تحت وطأة بنيات، حولته إلى مجال تمارس فيه الأنساق والحتميات اللاواعية تأثيرها وتفرض سطوتها، لذلك يرى شتراوس أن الكائن البشري محدود بصورة حتمية بقوا..
بعد سقوط الامبراطورية ، أصبحت الأنثروبولوجيا محّط ريبة ، وتصدعت نتيجة انشقاقات في داخلها . هل كانت الأنثروبولوجيا خادمة للاستعمار ؟ هل هي علم أوجدته العنصرية بغية إثبات العنصرية؟ هل يمكنها أن تساعد على التواصل ما بين الثقافات...
يغطي هذا الكتاب التاريخ الكامل للأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية في مجلد واحد. بدءًا من ملخص الانضباط في القرن التاسع عشر ، واستكشاف الشخصيات الرئيسية مثل مورغان وتايلور ، يمضي في تقديم نظرة عامة شاملة عن الانضباط في القرن العشرين. تم تخصيص الجزء الأكبر من الكتاب للموضوعات والخلافات المميزة لأنثرو..