توجت هذه الرواية الأولى بثلاث جوائز، مع أنها لا تقدم رؤية شاملة (بانورامية) على طريقة بلزاك: فلئن فرضت هذه المدينة نفسها عليّ بوضوح لا نقاش فيه فذلك لأن التفاصيل التي لا أعيرها حتى الآن أي اهتمام، لكنها تتراكم فوق بعضها، وتنتهي إلى تكوين مواطنيّة سامية لي، فأتحول مع استمرار الرواية إلى واحدة من سكان..
" تعلمت أن الموت في البداية يطلب من الناس الانتباه إلى التفاصيل الصغيرة"
تبدأ الرواية بموت الأخ الكبير، ويتبعه شعور بالذنب يستولي تمامًا على "ياس" بطلة الرواية؛ فهي تؤمن بأنها من قتلت أخيها عندما ظنت أن أبيها سيقتل أرنبها فدعت أن يموت أخيها بدلًا منه.
"إن هذه ليست مثل تلك الروايات التي تجعلك تعود ..
"فكرتُها تشتت ذهن الغابة، وحين تلمع كشفرة متعطّشة، ترتعد فرائص الأخضر الطريّ ويشتعل النداء في أصفر الزعفران فكرتُها أن يتحرر الحيوان فوق نبات هذا الليل؛ لتهدأ ولو كذباً عذابات هذا الإنسان"...
عاش أناتول فازانبيان في بواتييه، فرنسا، في حقبة ما بين الحربين العالميتين، وعمل في حمّامٍ عموميّ. كان يتميّز بموهبة مذهلة في التقاط التفاصيل، فكان يصف الأيدي التي يناولها الصابون، ويسترق النظر إلى المستحمّين فيصف ألوان جلودهم وحركات أجسادهم والروائح التي تفوح منهم...يتعرّف فازانانبيان إلى مصوّر فوتو..