كيف يمكنّا أن نصدق هذا القدر المهول من الوحشية والقسوة؛ انتبهوا فهنا لا نتكلم عن الجلد والضرب وتكسير العظام والتعذيب بالتنقيط أو فلت الكلاب على الأسرى، ولا سجن أبو غريب ولا سجون صدام حسين أو الأسد أو كيم جونغ أون، وربما حتى لا مستعمرة عقوبات كافكا، هنا نتكلم عن وجود آخر للقسوة والوحشية، عن مستوى قيا..
"قبل أن أعرف أن الناس يموتون، كنت أتصور أنهم يختفون، يهجرون المنزل ويتبخرون ويتركوننا في حيرة، ننظر إلى سريرهم الخالي، الذي يشبه صرخة الصباح، وصفعته، نحلمُ بهم كل ليلة، نحلم أنهم لا يزالون على قيد الحياة، أنهم ينادوننا، يعودون إلى البيت - دائمًا نفس الأحلام - حتى ينتهي بك الأمر في الواقع إلى الاعتقا..
"بعد إحدى عشرة سنة من صدور مجموعته الأولى في سورية، يصدر كتاب خالد الناصري الشعري اليوم محمّلاً بروائح الجثث وغاز السارين وخوف الغرق، ليحدثنا عن بلاد الثلاثاء"..