شبان "الربيع العربي" أتوا في زمن غير زمنهم. أو جاوؤا قبل زمنهم، في الخيال والحلم معًا. قوة الاحتجاج والرفض لديهم كانت تسعى إلى تدمير سيادة قيم الطغيان والاستبداد والعبودية، وبدلًا من إرادة هؤلاء الشبان في أن تستكشف الشعوب مناطق مجهولة من الحرية، أو تستعيد قسطًا مماضاع من حريتها التي كانت تعودت عليها..
العالم الآن أشبه بآلة عمياء صماء، لا يستطيع أحد الإمساك بها أو توقيفها عن النقل والموت والدمار.ومنذ ظهور الخلايا الأولى، تجلى الصراع لدى الحيوان والإنسان في الحاجة والتبادل الكمي وما تدور في فلكه من ضم وإبتلاع وتحمل وصراع وهذا ما يذكرنا بالميل اللاعفوي إلى غريزة " التدمير " التي يعتبرها فرويد مناهضة..