يأتي بحثنا هذا لتأصيل قسم من هذا الكتاب عند الفارابي وابن سينا، أي إرجاعه إلى منابعه الأصلية والكشف بشكل علمي على مدى صحة ما ورد في مقدمته، وبيان مدى أمانة الغزالي في نقل علوم الفلاسفة، ومدى تصرفه في التدوين، هل نقل زبدة القول بعد هضمه وتمثله أم نقل نصوصا كما هي؟ وما هي الكتب التي كان تركيز الغزالي ..
لأن كثيرًا من الشراح أخطؤوا ترتيب هيراقليط وموضعته في موقعه من تاريخ الفكر، فنظروا إليه بغير منظار زمنه، بل بمنظار الزمن الفلسفي الذي سبقه، الذي نزعم أنه (أي هيراقليط ) جاء لمجاوزته.. ولأنه لا مسلك إلى فهم فيلسوف إفسوس دون الإمساك أولًا بالهاجس الإشكالي الذي حرك التفكير الفلسفي في لحظته التاريخية.. ..