قبل زمن بعيد، حدث أمر جلل، مجزرة شنيعة تبعتها تعويذة مرعبة، سلبت ذكريات البشر ودفنت الماضي بكل أشلائه، ليسود سلام هشٌّ وضباب مقيم. إلى أن أتى يوم يقرِّر فيه زوجان عجوزان الرحيل عن جُحرهما المعتم للبحث عن ابنهما الضائع وذكرياتهما المسلوبة. تلك الجروح التي سبَّبها أحدهما للآخر اندملت ببطء ولكن هل اندم..
في صيف عام 1956 يذهب ستيفنز، رئيس الخدم في قصر اللورد دارلنغتون، لما يزيد عن ثلاثة عقود من الزمن، في رحلة بالسيارة تأخذه، ولأول مرة، إلى مدن وبلدات بعيدة في الريف الإنجليزي. وفي أثناء الرحلة يستذكر مجريات السنوات السابقة لعمله، مكتشفًا نفسه وعالمه الداخلي وطبيعته المتحفظة وإنكاره لذاته، وما نذر نفسه..
يستخدم إيشيغورو الموسيقى كخلفية لروايته هذه العلاقات المعقَّدة من الحب والرغبة التي تقوم بين البشر. ويسعى الروائي العالمي الشهير إلى وضع بصمته في القصة، كما وضعها في الرواية، في قصص محتشدة بالحوارات الكاشفة عن طبائع شخصياتها وميولها وطموحاتها وما تحلم به، لكنها لا تتحقق. إنَّها قصص عن الغروب والانطف..