لم يعد لي من إحساس بما تحسون: وهذه السحابة التي أراها تحتي، هذه القتامة والثقل التي أضحك منها -تلك هي سحابة غيثكم. ترنون بأعينكم إلى الفوق وأنتم تطلبون العلى، وأنظر إلى الأسفل لأنني في الأعالي. من منكم بمستطاعه أن يضحك ويكون في الوقت نفسه سامياً؟ الذي يصعد إلى الجبال الشواهق، يضحك من كل المآسي، مسرح..
أحس بدوخة لذيذة، دوار منعش من حركة الغدو والرواح للناس والحيوانات، ومن صياحهم وجلبتهم، هذه هي عناصر الخلق المقدسة، هتفت في سري، هذا هو معبد الحياة، هذا هو هيكل الإنسان، لا بخور ولا نار، لا تراتيل ولا أدعية، لا كتب ولا تفاسير.أعتقت نفسي من عزلة الموابذة، أقذف بروحي في صميم معاش الناس، أرى الدين..
أكثر من مائة سنة مرّت على ما كتبه هذا الفيلسوف الذي يسمّي نفسه “عبوة ديناميت”. واليوم، ونحن في بداية القرن الواحد والعشرين مازالت هذه المواجهة الصريحة والصادقة تحرج وتربك الكثيرين، لأن نيتشه الذي كان يعرف أنه لا يكتب لعصره آنذاك يبدو كما لو أنه ينهض من سباته، وذلك منذ النصف الثاني من القرن المنصرم، ..