تتخذ القياسات النطقية للمرارة مظهراً مجزأً لديوان افكار طوراً رصينة ساخرة ومع ذلك فإن هذا الكتاب غير مبعثر فمنذ الفقرة الاولى حتى الاخيرة يترسخ الهاجس نفسه هاجس ان يحافظ في الشك على الميزة المضاعفة للقلق والابتسامة ...
جمع إميل سيوران في "تمارين في الإعجاب" مقالات ومُقدِّمات كتبها عن كتّاب آخرين، ومرَّر خلالها هواجسه الشخصيّة تجاه الأدب، ونظرتهِ إليه وللكتابة باعتبارهما رذيلة. لكنّ الكتابة تحضر في موضع الرذيلة ضمن مفهوم سيوران الخاص الذي يُحيل هذه المفردة غالبًا إلى الخلاص أو النجاة...
"في شغف الفراغ ، فقط ابتسامة الضباب الرمادية هي التي تحيي التحلل الجنائزي العظيم للفكر.
أين أنت ، أيها الضباب القاسي والمخادع ، إذا لم تشغل عقلك بعد؟ فيك ، أود منك أن تمزق مراري وأن تخفي خوفًا أعظم من شفق طائرك! "(سيوران)..
يثبت سيوران في هذا الكتاب أنه يواصل مشروع نيتشه ومن قبله شوبنهاور لكن ليس بمنهج الكتابة نفسه ولا الطرح ذاتهُ، إذ لا يرى سيوران فرقا بين الفلسفة والشعر بل إنّه يعلي كثيرا من مقام هذا الأخير بما أنه فن سام بما يتوفر عليه من إمكانيات قادرة على شحن الروح بطاقات إيجابية من شأنها أن تحرر الكائن من سلبيته ..
افضل طريقة للتخلص من عدو ان تمدحه في كل مكان، سينقل اليه ذلك فيفقد القدرة علي الاساءة اليك، هكذا تكون حطمت دافعه. سيواصل التهجم عليك لكن بلا حماسة ولا دآب، لآنه كف لا شعوريا عن كراهيتك، انه مهزوم يجهل هزيمته...
تاريخ ويوتوبيا" هي الترجمة الحرفية للعنوان الأصلي للكتاب الصادر بالفرنسية سنة 1960، وهو الرابع في سجل أعمال سيوران. يعد هذا الكتاب من أكثر كتب سيوران نظاماً ونسقية في بنيته الفكرية والاسلوبية, فهو شأنه شأن "غواية الوجود" يخضع لشكلٍ نثري ذي حبكة فلسفية واضحة في النظرة إلى الوجود. إذ أن جلَ النصوص الت..
المياة كلها بلون الغرق للكاتب ” إميل سيوران ” ، الكتاب عبارة عن مجموعة من الشذرات أو التغريدات كما نقول اليوم ، سطور قليلة صغيرة لكن كتبت بلون العدم ، من خلال قراءتك لعنوان الرواية تستشف أنك مقبل على عالم لا تعرفه ليس عالم الحياة ولا عالم الموت ولا ما بينهما ، عالم مقطوعات متناثرة تعجّ بالفوضى والسخ..
ليس من برهانٍ على ما بلغته البشرية من تقهقر، أفضل من استحالة أن نعثر على شعب واحد، أو قبيلة واحدة، مازالت الولادة قادرة على أن تثير فيهاالحِداد والمناحات..