يدفعنا التاريخ إلى تساؤلات حول مجرياته نجيب عنهاً أحياناّ ومرات عديدة يبقى الالتباس سجين النفوس والصدفة، حتى تأتي الصحوة لتصيب ضمائرنا من خلال أحد تلك الإبداعات الصادقة التي تنعش الذاكرة، كهذه الرسالة التي وجهها فرناندو أرّابال عام 1971 إلى الجنرال فرانسيسكو فرانكو (رئيس إسبانيا 1939- 1975) ليناوشه ..
هُنا رؤية وتأمل "فرناندوا بيسوا" لوجود روحي وذهني ومادي وطبيعي مرتبك بوضوح. وليس ذلك لأن هذا الوجود كان واضح الارتباك والرؤية وهو فقط رأى وضوحه ونقله لنا، بل لأنه كان لا يُرى، ولم يكن ليُرى، إلا بعد أن رآه هو... تُوَظِّف "سوناتات" بيسوا الإنجليزية هذه نحواً معقداً مستمداً من النماذج الإليزابيثية الع..
في الروايات القصيرة التي يضمُّها هذا الكتاب، يكتشف القارىء وجهاً آخر من أوجه بيسوا: كاتب يؤلِّف بسهولة في جنس الأدب البوليسي كما يكتب نصوصه الباروكية والطلائعية. ويكتشف أيضاً شخصية فريدة: كْواريشْما، المدعو فكّاك الرموز، وهو رجل تحرّي غير عادي، يعيش في مدينة لشبونة، وحيداً مع أفكاره المجردة، يدخِّن ..
"حين أجلس لأكتب قصائد، أو حين أكتب أبياتي على الورقة التي في ذهني، وأنا أتنزه عبر الدروب والشعاب، أشعر بأنني أحمل عصا، وأرى ملامحي، على قمة تلة، انظر إلى قطيعي وأشاهد أفكاري، أو ربما أنظر إلى أفكاري وأرى قطيعي، وابتسم بإبهام كذاك، الذي لا يفهم ما سمعه، لكنه يتظاهر بذلك"...
يضم هذا الكتاب بين دفتيه مقدمة وأربع قصص بوليسية كتبها فرناندو بيسوا باللغة الانجليزية بين سنتي 1906 و 1907 كما يتضمن نصا نظريا حول جنس القصة البوليسية كتبه في الفترة نفسها. في المقدمة يضع بيسوا بورتريها متكاملاً لشخصية المفتش ويليام بانغ الذي يحقق في مختلف القضايا التي تظهر في هذه القصص..شخصيته مزي..
«قد لا يُخطئ من يقول عن فرناندو بيسوا إنه أحد «رواد» ذلك المزيج النادر من اندماج وتفاعل مختلف العناصر المتصادة، الإنسانية والثقافية والسلوكية والاجتماعية وسواها، التي لا سبيل إلى اندماجها في كيان بشري إلا بالمكايدات الشاقة سعيًا وراء تحقيق كينونة.. عابرة؟ في «ساعة إبليس» يقول بيسوا تعبيرًا عن ذلك: ا..
في هذه الرباعيات المترجمة (تركيب شعري في العديد من بلدان العالم)، يحاول بيسوا أن يذيب كتابته في نوع أدبي وفي حساسية معينة، خاصتين بطائفة ما. يحاول أن يحذف أيضاً تلك الرباعيات التي وجد بأنها "شخصية" جداً. ما يؤكد ذلك ملاحظاته التي كتبها على هامش هذه الأوراق الستين. من هنا يبدو أن هذا المشروع في نزع ا..
”تقول المزحة الشائعة إن أهم أربعة شعراء في التاريخ الأدبي الحديث للبرتغال هم فرناندو بيسوا، في إشارة إلى بيسوا ذاته بالإضافة إلى أنداده الشعراء الثلاثة الأكثر شهرة بين الأنداد: ألبرتو كاييرو، ريكاردو رييس، وألبارو دي كامبوس”.لم ينته بيسوا تقريبًا من أي مشروع كتابة بدأه أو خطط له، وأخذت كتاباته الشذر..
(المخطوط الوحيد والفريد لبارون تيف) تربية الرواقي لكيلا أترك هذا الكتاب، فوق طاولة غرفتي، ولكيلا أعرضه كثيراً لتفحص الأيدي- الواضحة بشك- أيدي عمال الفندق، فتحت - وبدون أي مجهود يذكر- درج طاولتي لأدعه ينزلق إلى داخله، دافعاً إياه إلى أعمق أعماقه. بيد أنه اصطدم بشيء ما، فالدرج كان عميقاً إلى درجة كبير..
"حين أشرع في كتابة قصة، أكون راغبًا فقط في كتابة قصة. عندما أكتب قصة، أبذل ما بوسعي لجعلها أفضل عمل أدبي مُمكن، لأنني فقط أريد أن أكتب قصة. حين أكتب قصة، لا أتعمد الترميز أبدًا، ولا أسعى لإبداع قصة مجازية، ولا أحاول بناء أي استعارة تمثيلية؛ فأنا فقط أريد أن أكتب قصة.عندما أكتب قصة، لا أتطلع إلى نشر ..