يعاودُ مازن معروف الكرّة مرةً جديدة بخلق عوالم غريبة، لكنها وإن كانت من نسج خيال الكاتب، تلامسُ الوقائعَ التي يعيشُها الناسُ، من خلالِ الحسّ الفنيّ الساخر، الذي يرسمُ رغمَ سخريتِهِ خيطًا رفيعًا يصلُ عميقًا إلى وجدانِ القارئ. بلغةٍ بسيطة، مُحكمة، وسردٍ شيّقٍ، وبخفّة العارف الخبيرِ التي تُميّزُ أعمالَ..
إن أهم ما في الكتاب، وهو ما يميزه عن الكتب الأخرى - في هذا المجال - أن المؤلف ربط ربطاً شديداً ما بين النظرة الإسلامية للكون، وما بين النظام اللغوي العربي الذي يُعد نظاماً واحداً من أنظمة الكون، التي تحكم الواقع الفيزيائي المتناهي، والواقع الميتافيزيقي اللا متناهي، وهو بذلك ينقل العربية من واقع الان..