كثيراً ما قيل لي ، وبكثير من الدهشة دوماً ، أن شيئاً مشتركاً ومميزاً يتخلل كل كتاباتي ، من ( مولد التراجيديا ) حتى آخر ما نشر لي وهو ( توطئة لفلسفة مستقبلية ) جميعها تحمل بين طياتها شباكاً وشراكاً لطيور عديمة الحذر ، وشيئاً قريباً من تحريض خفي دائم على قلب التقييمات المعتادة والعادات المتعارف على قي..
يقول نيتشه في مقدمة كتابه في معارضته للتشاؤم الرومانسي، أي لتشاؤم المحيطين والناقصين والمهزومين: "تعتبر إرادة المأساة والتشاؤم علام على الصرامة وقوة الذكاء (قوة الذوق والإحساس والوعي). حيث تكون هذه الإرادة في قلبنا فإننا لا نعود نخشى الأشياء المرعبة في هذا الوجود، بل إننا نسعى إليها. وراء تلك الإراد..
كثيرًا ما قيل لي، وبكثير من الدهشة دومًا، أن شيئًا مشتركًا ومميزًا يتخلل كل كتاباتي، من "مولد التراجيديا" حتى آخر ما نُشر لي وهو "توطئة لفلسفة مستقبلية" : جميعها تحمل بين طياتها شباكًا وشراكًا لطيور عديمة الحذر، وشيئًا قريبًا من تحريض خفي دائم على قلب التقييمات المعتادة والعادات المتعارف على قيمتها...
في هذا الكتاب، أقوم بثلاثة أشياء:
أوَّلًا: أجادل في أن الإفراط في الثقة في أوقات النزاع كان سِمةً تكيُّفيّة في ماضينا التطوّري، وكنتيجة لذلك، أصبح جزءًا لا يتجزّأ من النفسية البشرية.
ثانيًا: أجادل في أنه سواء أكان له أصل تطوّري أم لا، فإن الإفراط في الثقة يعد ظاهرة منتشرة لا يمكننا غضّ الطرف عنها ..