إن هذا الكتاب خلاصةُ عبقريةٍ فذّةٍ ملآتِ الدّنيا، وشغلتِ الناسَ في عصرها وما تلاه، أودعَ فيه مؤلِّفه أبو محمد ابن حزمٍ الأندلسي تجاربه في الحياة التي عاشها متقلباً بين نعماء وضراء، بين جاهٍ عريقِ مديدٍ، وأيامٍ صعبةٍ، وهو شريدٌ طريدٌ بين عِلّيةِ القوم وسادةِ البلد ورجالاتِ الدولة، وبين عامّةِ الناسِ ..
هذا كتاب اختصر فيه مصنفه ذكر مبعث النبي صلى الله عليه وسلم وابتداء نبوته، وأول أمره في رسالته ومغازيه وسيرته فيها، فذكر مولده، وحاله في نشأته، وعيونا من أخباره في صدر كتابي في الصحابة، فأفرد هذا الكتاب لسائر خبره في مبعثه وأوقاته صلى الله عليه وسلم، وقد اختصر ذلك من كتاب موسى بْن عقبة، وكتاب ابن إسح..