
- التوفر: انتهى من المخزون
دور النشر لهذا الكتاب:
أمّا أعزّ النزهات على قلبي فكانت إلى تلك العين الجميلة بَندوزيا، التي أهديتُها أبيات شعر تنوّه بالسعادة التي غمرتني حين عدت إليها بعد غياب طويل. ولعلّ سبب انشدادي القويّ إليها هو أنّي حظيت على ضفّتيها، لأوّل مرّة، بما جعلني أتفاءل بحظوتي لدى ربّة الشعر. فذات يوم - وهذا جلّ ما أستطيع تذكّره، إذ كنت لا أزال صبيّاً يافعاً- غفوت على سفوح ال?ُلتور المنحدرة باتّجاه لُكانيا، بعد أن أرهقني اللّعب. وأثناء نومي جاءت حمائم تغطّيني بأوراق الشجر، بحيث أنّ الفلاحين المارّين دهشوا لرؤيتي نائماً في مكانٍ تغشاه الدببة ويعجّ بأفاعٍ سوداء، لا يحميني من شراسة تلك وسمّ هاته إلّا بعض أغصان من الآس والغار.
في غمرة تلك النزهات الصبيانية والعبث الطفولّي، بلغت الثامنة من عمري، ففكّر والدي بالرغم من فقر حاله بتربيتي. إذ أنّ ذلك الأب الطيّب، حين رُزق صبيّاً، لم يفكّر إلّا بأمر واحد: أن يجعل من ابنه رجلاً
معلومات الكتاب | |
ترجمة | بطرس الحلاق |
عدد الصفحات | 583 |
سنة النشر | 2014 |
عدد أجزاء الكتاب | 1 |
غلاف الكتاب | مجلد |
الطبعة | الأولى |