
- التوفر: انتهى من المخزون
دور النشر لهذا الكتاب:
في بلادٍ تتابعَ على حُكْمِها المستبدّون، لم يبقَ غيرُ الشعر ملاذاً، التجأَ إليه الشعراءُ وغيرُ الشعراءِ ليجعلوا لغتَهُ حِراباً مشرعةً في وجه المستبدّين، ويتخذوها مُتَنَفَّساً عن القمع والكبت. فاللغةُ الشعريةُ، عَبْرَ تاريخ الشعر العراقيّ، لم تكنْ أداةً حياديةً، وإنما هي جزءٌ من مشكلة الاستبداد، وجزءٌ من طريقة الدفاع عن حقّ الحرية.
إنّ دلالةَ العمل الأدبيّ، لا تَكتملُ إلا بتأويلها من خلال السياق التاريخيّ للعمل. فهذا السياقُ، هو مصدرُ المعنى وهو الضوءُ الكاشفُ له عندما يحاولُ أنْ يَتَخَفّى في تجاويف اللغة المقنَّعة. لذلك فإنَّ القراءةَ في هذا الكتاب، لم تقتصرْ على بنية النصّ وتغفل السياقَ التاريخيَّ الذي يتفاعلُ فيه ما هو اجتماعيٌّ وسياسيٌّ وثقافيٌّ. فالأعمالُ الأدبيةُ التي كُتِبَتْ في هذه المرحلة كانت تعكسُ، بشكلٍ من الأشكال، جزءاً من حركة المجتمع في ظلّ سياسة القمع.
فصولُ الكتاب، لم تقتصرْ على الجوانب النظرية، وإنما ثمة تحليلات لنصوص طويلةٍ وقصيرةٍ على حدٍّ سواء. فالهدفُ ليس الفصلَ بينهما وإنما النظر إليهما معاً على أنهما يرتبطان ارتباطاً وثيقاً بسياسة القمع وانتهاك الحريات. فالمرحلةُ السياسيةُ العصيبةُ التي شَمِلَت المجتمع بأسره لم تنجُ منها الثقافةُ كذلك، والشعرُ في مقدمتها. وهذه القراءةُ، غايتُها إيضاح العلاقة بين النصّ والسلطة؛ النصُّ في سعيه للرفض والاحتجاج والتحريض، والسلطةُ في سعيها لفكفكة شفرات النص ومعرفة ميكانيزماته.
معلومات الكتاب | |
عدد الصفحات | 219 |
سنة النشر | 2018 |
عدد أجزاء الكتاب | 1 |
غلاف الكتاب | غلاف |
الطبعة | الأولى |