
- التوفر: انتهى من المخزون
دور النشر لهذا الكتاب:
نحن أطفال مدن العبور وصلنا دون أن نخطر أحداً. نحن مئات وصلنا في مركب السماء الذي ينتظر أفول القمر لإنزال مسافريه الذين لا أوراق لديهم. وجدنا أنفسنا نعيش هنا بوجوه شبه بشرية, نعبر بلغة شبه متمدنة, بعادات وطباع شبه فرنسية. نحن هنا كي نتساءل لم نحن هنا وما الذي بقي علينا أن نفعله لنبقى هنا. أية بلاد هي بلادي؟ أهي بلد أبي؟ أهي بلد طفولتي؟ هل لي الحق في وطن؟ يحدث لي أحياناً أن أخرج بطاقة هويتي- كلا, بل هم يقولون: بطاقة الهوية الوطنية, وفي أعلاها وبالأحرف الكبيرة: الجمهورية الفرنسية- إنني ابنة هذه الجمهورية. الاسم, الكنية, مولودة بتاريخ كذا في مكان كذا, القامة, علامات فارقة, المسكن. كتبت بتاريخ كذا على يد فلان. توقيع صاحب الحق. علامات فارقة. هل هذا يعني أنني لا أحد؟ حتى ولا متمردة أو عربية مغتربة غاضبة؟. بهذه الصرخة يعيد بن جلون تأكيد عنصرية وشوفينية الغرب المتمدن ضد المهاجرين العرب, الذي ما زال يعتبرهم مواطنين من الدرجة الثالثة, هذا إذا كان يعترف بمواطنيتهم أصلاً. إنه خط درج عليه بن جلون, لتأكيد أن لا عدالة ولا مساواة في علاقة شرقنا مع غربهم. وهو لابد يقدم لنا لوحة مهمة تزيل وهم فردوس الهجرة الذي طالما داعب مخيلة الشبان العرب في هذا العصر.
معلومات الكتاب | |
ترجمة | يوسف شلب الشام |
عدد الصفحات | 111 |
سنة النشر | 2000 |
عدد أجزاء الكتاب | 1 |
غلاف الكتاب | غلاف |
الطبعة | الأولى |