مثل وحكاية من أمثال العرب

"مثلٌ وحكايةٌ"... مجموعة مختارة من امثال العرب المشهورة، وقد انتقى المؤلف منها طائفة ممتازة من الأمثال الشرقيَّة العربيَّة، والإسلاميَّة ما يُرضي الأذواق المعاصرة، وما له حكايةُ وأصلِّ، ومناسبةٌ، لأنَّنا كثيراً ما نذكر المثل ولا نعرفُ قائله، أو أصله، أو سببه، أو مناسبته، والغاية من ضربه، والعبرة في التمثل به، ولا يخفى ما للأمثال من مكانةٍ في الأدب، وأهميةٍ كبيرةٍ في النصوص، فهي توضح المواقف وتفسِّرها، والناس يحتاجون إلى المثل السائر، فيزيدُ منطقهم تفخيماً، ويجعل له تأثيراً في النفوس، فتحفظه القلوبُ، وتتذاكره لتستقويّ به في الحديث والحجَّة والمجادلة، لأنَّها مختصرة ومفيدة تُبهج السامع بطلاقتها وفكرتها وإبتكار معانيها... هذه الأمثال تجعلنا على تواصلٍ مع تراثنا العربي الغنيّ بالأمثال والحكم والكلمات الزاهية بمعاني الحكمة في الحياة لأنَّها تجسِّد تجربة قائلها ومعاناته، ففيها لون الماضي الذي يجب أن نلتفت إليه لنفيد منه، وفيها لون الحاضر، بإحيائها ووضعها في خدمة الأجيال الحاضرة، لتدعم أقوالها بها، وفيها لون المستقبل بالإهتمام بها، حتى لا تضيع، ولتبقى مستمرَّة متداولة مع الزمن... فالكتاب خلاصة تجارب العرب، يحتاجه كل من يريد أن يُلمَّ بقصص الأمثال، فهو وثائق أدبية تدلُّ على معالم بيئة العرب، وعصرهم وحياتهم، وصفاتهم ومعتقداتهم، وأحاسيسهم، وسلوكهم، ووقائعهم، وعاداتهم، وتقاليدهم، وأسمائهم، في الجاهليَّة والإسلام، وهذا ما حدا بالمؤلف الدكتور محمود عيسى لإحياء هذا التراث بجمع هذه الأمثال والحكم شعراً ونثراً والتي تتردَّدُ كلَّ يوم على شفاه المواطنين والشعراء والأدباء والخطاء في كلِّ المناسبات والإحتفالات وفي البيوت والمجالس، وعمد على ترتيبها حسب تسلسل الحروف الهجائية لتبسيطها تسهيلاً لتداولها... "مثل وحكايةُ"... كتابٌ جديرٌ بالقراءة والإقتناء، فائدته كبيرة يُغني المكتبة العربية ويُعتبر مرجعاً لكل الناس، للعامَّة، والخاصَّة، وللأستاذ والطالب ولكلِّ قارئٍ وباحث، سهلُ التناول، ينقلك بشوقٍ، من مثلٍ إلى آخر، ومن أقصوصةٍ إلى أخرى، من دون مللٍ او كللٍ فيزودك بثقافةٍ واسعةٍ، ومعرفةٍ نابضة بالحكمة والعبرة.