
- التوفر: انتهى من المخزون
دور النشر لهذا الكتاب:
كان هناك جمهور غفير ذلك اليوم، الجمعة، في مسجد مولاي إدريس في "فاس" كان الجو حاراً ورطباً وثقيلاً، يشعر المرء خلاله بالاختناق كما لو أن رئتيه قد امتلأتا بسائل ثقيل وعكر، والسماء تكاد تبدو صفراء، وقد حجبت السحب الشمس. المدينة ترزح تحت وطأة القرون التي توالت عبر الصمت والسأم، وتزداد هبطاً وغوصاً في الخزف والفخّار "فاس" المدينة القديمة، مدينة المدن، تنفرد في عزلتها، تجمع ركامها وأنقاضها، مستسلمة بلا مبالاة لسبات عميق، تاركة مساجدها مفتوحة للصلوات. كانت تتصنع في ذلك اليوم الجمعة من شهر آب، غصّ مسجد مولاي إدريس بشباب متحمسين قادمين من الجبال السهول، يرتدون الملابس البسيطة وقد حلقوا لحاهم بصورة متشابهة. كانوا يرتلون ويفرضون إيقاع التجويد في تلاوة القرآن. كما أن الشيخ الذي يؤم الصلاة لم يكن "فاس" أيضاً. كانت لحيته كلحية أولئك الشباب، فلا بد أنه مرشدهم وموجه تفكيرهم.
معلومات الكتاب | |
ترجمة | علي باشا |
عدد الصفحات | 206 |
سنة النشر | 1998 |
عدد أجزاء الكتاب | 1 |
غلاف الكتاب | غلاف |
الطبعة | الأولى |