النسيان

غلافٌ محرض، وعنوانٌ مخادع، ومقدمةٌ محفزة، وإهداءٌ غريب، وبنية سردية محكمة عن قتل رجل نبيل في أبوته، وفي مهنته ومبادئه وطرق تنفيذها. ذلك ما تراه العين جلياً في رواية «النسيان» للروائي الكولومبي إكتور آباد فاسيولينسي، التي ترجمها عن الإسبانية مارك جمال (دار العربي للنشر والتوزيع، القاهرة).

النسيان" عمل مكتوب بإتقان، يبعث على الأسى، كتبه المؤلف تخليدًا لذكرى والده، "إكتور آباد جوميس"، والذي أدت انتقاداته للنظام الكولومبي إلى اغتياله على يد جماعات شبه العسكرية عام 1987.

يرسم "النسيان" لوحة لا تُنسى لرجل أصغى إلى صوت ضميره ودفع الثمن حياته خلال واحدة من أحلك الفترات التي عاشتها أمريكا اللاتينية في تاريخها الحديث.

يقول عنه الكاتب الكبير "ماريو بارجاس يوسا":

"إن مُحاولة تلخيص "النسيان" دون خيانته أمرٌ في غاية الصعوبة، إذ أنه، وعلى غرار روائع الكتب جميعًا، مؤلّف من أشياء كثيرة في ذات الوقت. فمن الصحيح أن نقول إنها سيرة ينفطر لها القلب تدور حول عائلة المؤلف ووالده، الذي اغتيل على يد قاتل مأجور، إلّا أنه قولٌ تافه هزيل، لأن الكتاب إلى جانب ذلك، يغوص بنا في رحلة مؤثرة إلى جحيم العنف السياسي الكولومبي، في حياة مدينة "ميديين" وروحها، في طقوس أسرة، وصغائرها، وحميميتها، ونبلها. إنها شهادة مرهفة ودقيقة عن الحبّ الأبوي، قصة حقيقية إلى جانب كونها رواية بديعة، بالأخذ في الاعتبار أسلوب كتابتها وبنائها، وواحدة من أبلغ الحجج المناهضة للإرهاب، بوصفه أداة للعمل السياسي، التي كُتبت في عصرنا وفي كل العصور".