كتيبة سيف معزي

تؤسس رواية «كتيبة سيف معزي» على صراع جداي بين جهازين استخبارتين أحدهما ينشد الإطاحة بالآخر: كتيبة سيف معزي، السعودية بقيادة النقيب «سعود»، ودولة الراية بقيادة «أبي سفيان».
يكتب الروائي السعودي «عبد العزيز بن حميد» هذا العمل الروائي بنفس وطني ينشد غايات وطنية وأخلاقية بارزة، ليعكس فاعلية الوجه الأدبي والثقافي في الحرب على الإرهاب. ينبش الخلفيات النفسية والفكرية لتشكل تلك الظاهرة الإجرامية عبر شخصية «أبي سفيان» الذي يتخذ هدفا لمشروعه إسقاط بنية الدولة في المملكة العربية السعودية، غير أن النقيب سعودًا على رأس كتيبته ينهض، انتقاما لجده ووفاءً لوطنه وقيمه، ليصد ذلك المشروع التدميري الذي لا يحمل غير سفك الدم والموت والخراب.
تصنف الرواية ضمن أدب الجريمة والغموض، فتسرد سردًا مشوقا أحداث الصراع العنيف بين سعود وأبي سفيان ومن ورائهما بين المملكة العربية السعودية ودولة الراية التي تمدد نفوذها إلى القارة الإفريقية. يجازف الروائي بنجاح في توظيف المنظور السردي الداخلي معتمدا اعتمادًا كبيرا، وليس حصريا على صوت الزاوي المشارك المحدود المعرفة لتصوير حيثيات وقائع حرب قائمة على الغموض والمفاجآت والتحولات العنيفة والوعود المنتظرة تشد الرواية المتلقي إلى حبكة مشوّقة تتصف بالغموض وسرعة الأحداث، فتخطف أنفاسه وتجعله يختبر انفعالات متضارية من الترقب والتوتر، والخيبة والاستنكار، والطمأنينة والفرح... وهو يُعايش عالما من الصراع الدامي الذي لا يُحسّم مآله بسوى انقلابات مفصلية في مواقف بعض الشخصيات تصدر كتيبة سيف معزي عن خلفية معرفية تحيط بعوالم الصراعات الأمنية والعسكرية إحاطة دقيقة وخبيرة ، فتُمكن القارئ من تفكيك خطاب الإرهابيين الذي يتوارى خلف الذين وفضح آليات اشتغال بنيته الداخلية التي تستهدف عقول الشباب، ليُنجز الإجابة عن تساؤل مفاده: «لم يجب أن نحارب ظاهرة الإرهاب؟».