"سريعاً عرف يونس, أنه صار وحيداً, فالساحة خلت من الناس بعد بضع دقائق, وانصرف آخر العتالين متعباً, يجرجر رجليه الخاسرتين, ثم أقلع الباص نافخاً دخانه الرديء في المساء الطائش, تاركاً في أعماقه شعوراً بالكرب والأذى. وأكملت الريح السوداء ختام يومه, حين هبت زوبعة راقصة سريعة من الشارع المفتوح, حاملة معها ..