يسعى هذا الكتاب الى استعادة المجاز سليماً معافى مما اعتراه من صناعة المنطق، مبرأ من مقولات الجنس والنوع والفصل والهوية والمكان والزمان والكل والبعض وما الى ذلك من مقولات انتهت به الى أن يكون به شلوا تتعاقب عليه المتون والشروح والحواشي، فيه شيء من كل شيء إلا من اللغة التي منها ولد وإليها يعود...
تنادَوا ذاتَ ريبةٍ، واستدارَ مجلسُهم حولَك، يَحيكون كلماتِهم وشباكَهم، تعرفُ أنَّهم يعدّون كمينًا لك، فرغوا ممَّا وطّأوا به من حديثٍ عن الحداثةِ ثم مضَوا إلى آخرِ غرزةٍ في الشَّبكة، آخرِ سهمٍ في جعبتِهم:
-ما رأيُكَ في أدونيس؟
-له ما له، وعليه ما عليه.
-نريد رأيًا أكثرَ وضوحًا
- أدونيس شاعرٌ ومفك..
كالنمل .. كالنمل، قال صاحبك، أصبحنا نخرج من بيوتنا، نجلب الطعام، ثم نسارع في العودة إليها يطاردنا الخوف رجال الأمن يكنسون بقية المارة من الطرقات: (يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم) .ـ الوباء لا يبتسم من قولهم ضاحكاً.. وكورونا ترسل جنودها يطاردون النمل في الطرقات الشوارع التي ألفتها لم تعد مألوفه، كأنما ..
يحفر سعيد السريحي في التراث، أداته اللغة يتعامل معها كالعاشق، وهدفه الكشف عن الممارسات الاجتماعية بصورها المؤثرة الأكثر عمقا وجمالا.
ومع أنه يبتعد عن اللغة الشعرية بصورها ومجازاتها، إلا أنه يكتب بلغة ملأى بالموسيقى، لغة تدفع القارئ إلى الغوص في ما يكشف عنه السريحي...