المشترك الدلالي في اللغة العربية

«... يحصل للقارئ انطباع بأنّ المؤلّف على قدر كبير من الاطّلاع على الموضوع من جانبيه الشرقي والغربي. ونستطيع القول إنّ هذا الكم الهائل من القراءات أنار سبيل المؤلف لكنّه لم يدخُل به متاهات التعقيدات والتفاصيل المملّة. فالكتاب رغم ما يبدو من تَخصُّص موضوعِه لا يسقط من بين أيدي القارئ... فالنظرة الشمولية التي خصّنا بها المؤلّف لا تُثقل حمل القارئ، بل تُنير بعض سبيله... 

يجدُ القارئُ المطّلعُ في هذا الكتاب مُتعة التجوّل في أزقّة متشعّبة استطاع المؤلّف أن يُعيد تسطيرها، كما لا يُجهِدُ القارئَ المبتدئَ في تتبع القضية منذ بداياتها حتى آخر تعرّجات مسألة المشترك الدلاليّ الذي لا تخلو منه لغة في الكون... وعلينا أن نعترف أنّ المؤلف تَمكَّنَ في كثير من الأحيان من تخليص الحرير من الشوك.

... لا يدافع الدكتور الحباشة باستماتة عن العرفانيّة بل ينتقدُها في أكثر من موضع وهذا يُحسب له، لذلك فإنّنا نعتبر أنّ ما جاء في هذه الدراسة مفيد جدّاً على الأقلّ لأعداء العرفانيّة، وقد يغنمون منه حدودها ولكنها مفيدة أيضاً للمدافعين عنها، وقد دلّهم المؤلف على نقاط ضعف ينبغي أن تُتدارك كي تُؤخذ هذه النّظريّة مأخذ الجدّ في الدراسات العربيّة. لهذه الأسباب ولغيرها نعتبر هذا الكتاب مساهمة جادّة في تحديد موضع النّظريّة العرفانيّة من الدراسات المعجميّة العربيّة».