قرن الريح

ما الذي يحدث إذا استيقظت امرأة في الصباح متحولة إلى رجل؟ ماذا إذا لم تكن الأسرة معسكر تدريب حيث يتعلم الأبناء القيادة والبنات الطاعة؟... ماذا إذا كان هناك رعاية نهارية للأطفال واشترك الأزواج في التنظيف والطبخ؟ ماذا لو تحولت البراءة إلى كرامة وتماشى العقل مع العاطفة؟ ماذا لو نطق الوعاظ والصحف بالحقيقة؟ ماذا لو لم يعد أي شخص ملكاً لأي شخص آخر؟...

لعنت امرأة طويلة ترتدي ثياباً سوداء الرئيس ألفارو وهي تطعن جثته بخنجر، ثم رفعت على رأس عصا المِزَق الدموية لقميصه، كراية ملتهبة.

سالت الدماء في الشوارع المغطاة بالحصى، دماء لم تستطع الكلاب أن تلعقها مطلقاً، ولم تقدر الأمطار أن تغسلها.

المطر يسقط نحو الأعلى، الدجاج يعض الثعالب، والأرانب البرية تطلق النار على الصياد، لأول مرة في التاريخ يغزو الجنود المكسيكيون الولايات المتحدة.

بالقوة المسحوقة المتبقية، بخمسمائة رجل من بين آلاف كثيرة كانت تتبعه، عبر بانتشوبيا الحدود صائحاً: تحيا المكسيك! وسقطت زخات الرصا على مدينة كولومبوس في تكساس.

من روايات إدواردو غاليانو أيضاً في منشورات دار الحوار: "سفر التكوين"، "الوجوه والأقنعة"، "الأغنية التي لنا"، "أشباح المدينة".