الإسلاميون ومركز راند

لماذا هذا الكتاب؟
لأنه من اللازم في سياق مستجدات الواقع العربي فهم مكنون صناعة الأفكار وآليات صياغتها، والوعي بديناميكيات تشكيل وتخطيط القرار السياسي والاستراتيجي، وخاصة تلك المتوجهة صوب العقل العربي وفضاءات مفاهيمه.
ولما كانت مؤسسة "راند" الأمريكية هي الوجه الأبرز لصناعة القرار وتشكيل الوعي النخبوي في أوساط الفاعلين والمخططين لسياسات الولايات المتحدة؛ كان الدافع للقائمين على مركز نماء لدعم مؤلفي الكتاب لاستهداف النماذج المعرفية التي ارتكز عليها الباحثون في "راند"، وذلك من خلال وضع نموذجين من دراسات المؤسسة، سبق أن أصدر ترجمتهما المركز، تحت مجهر الفحص والتشريح المعرفي، وعرضهما بمنظور نقدي، سعيًا لتجلية محددات التفكير الغربي المشتغل بسياسات العالم الإسلامي.
ونظرًا لكثافة التداول العلمي والمعرفي لأطروحات "راند"؛ فقد سعت أوراق الكتاب لوزن قدرة أطروحات المؤسسة على التأثير في الواقع المفاهيمي والحركي للحالة الإسلامية، وقياس قدر التجاوب والتعاطي مع الحمولات المفاهيمية والبنيوية التي تستهدف صلب البناء الفكري للعقل الإسلامي، إذ سعت الأوراق المطروحة لتبيين ذلك منهجيًا.