ديوان أبي نواس الحسن بن هانئ الحكمي 1/5

يقول حمزة الأصبهاني في مقدمة هذا الديران في أوصاف شعر أبو نواس وأحواله في تعاطي القريض: "إن هذا الرجل - مع إفتتانه في تعاطي القريض وتأتّيه لحسن القول من المديح الفاخر والنسيب العذب والغزل الرقيق وتناوله ما استصعب على من رام مرامه وطمع في أن يبلغ إحسائه حتى أتى بما لم يأت به أحدٌ قبله ولا في عصره ولا من غَبر بعده - منتشر الشعر لم يحط الرواة بجُلّ شعره ولا صدر إلى الناس عنهم فيما ردوا عنه نسخة صحيحة معتمدة وقد شذّ عن النسخ المودعة المجموعة الكثير من شعره حتى إن له بمصر قصائد لم يعرفها من بالعراق. فقد حكي آل نَيْبَختْ - وهم الذين كان أبو نواس منقطعاً إليهم ومعاشراً لهم - أنه ذهب من شعر أبي نواس قطعةُ كبيرةٌ وذلك لقله إحتفاله به ويشهد بما حكوه عنه ما يروى عن عبد السلام بن رغبانَ ديك الجن أنه قال دخلت مصر بعد أبي نواس فوجدت له بها أشعاراً ليست عند أهل العراق". هذا وقد اشتمل هذا الديوان لأبي نواس على مجلدات خمسة، اشتمل المجلد الأول على الحدّ الأول من رواية الأصبهاني وضم الأبواب الخمسة التالية: 1-مقدمة في أوصاف شعره وأحواله في تعاطي القريض، 2-شعر النقائض "تقائضه مع الشعراء وأخباره معهم ومع القيان، 3-المدائخ، المراثي، 5-العتاب. وإلى هذا فإن ممرة قسم الديوان في مجموعة إلى خمسة حدود، أو بعبارة أخرى إلى خمسة عشر باباً، والحدود الخمسة تطابق المجلدات الخمسة لهذه الطبعة، وقد روعيت بالنسبة للقصائد قراءات المخطوطات الخاصة برواية حمزة، ورواية الصولي أيضاً، والرواية المحتمل نسبتها إلى توزون، وقراءة المؤلفات القديمة: أخبار أبي نواس لأبي هفّان المهزمي، والمنهوكة بشرح ابن جني. وتجدر الإشارة إلى أن مخطوطات الصولي اشتملت على شروح في النص والحواشي مختلفة الطول، وتتفاوت مع بعضها إلى درجة كبيرة، أما المجلد الثاني من هذا الديوان فقد اشتمل على الحدّ الثاني من رواية حمزة الأصبهاني، وقد احتوى على الأبواب: السادس في الهجاء والسابع في الزهد والثامن في الطرد، واشتمل المجلد الثالث على الحدّ الثالث من شعر أبي نواس برواية حمزة الأصفهاني على باب واحد هو التاسع في هذا الديوان، وجاء في الخمريات، ويعدّ باب الخمريات هذا من أكبر أبواب الديوان وبه تتم قصائد شعر أبي نواس التي كانت سبباً في شهرته. وأما المجلد الرابع من ديوان أبي نواس فقد ضم الحدّ الرابع من رواية حمزة الأصفهاني، ويتألف هذا الحدّ من بابين هما: الباب العاشر في المؤنثات، والباب الحادي عشر في المذكرات، وبالنسبة لعملية التحقيق فقد اعتماد وإلى هذا المجلد، في تحقيق نص القصائد على قراءات المخطوطات المختلفة بروايتي حمزة الأصفهاني وأبي بكر الصولي لديوان أبي نواس، وعلى قراءات الكتاب القديم "أخبار أبي نواس" لأبي هفّان المهزي، إلا أنه تم في هذا المجلد - وللمرة الاولى - رواية ثالثة قديمة مجهولة المؤلف لديوان أبي نواس، وربما ترجع إلى إبراهيم من أحمد الطبري توزون. وأخيراً اشتمل الحد الخامس والأخير الوارد في هذا المجلد من ديوان أبي نواس برواية حمزة الأصفهاني على الباب الثاني عشر حتى الباب الخامس عشر، وعلى قسم هام جداً من رواية حمزة؛ هذا القسم يعرض بالفعل مقتطفات من النقد الأدبي لديوان أبي نواس على لديوان أبي نواس على أيدي اللغويين العرب. ويضم الفصل الأول فقط من الباب الثاني عشر: المجون، وهو مجموعة من أشعار صرفة مرتبة حسب حروف الهجاء، أما باقي فصول هذا الكتاب فلا صلة لها - إلى حدٍّ ما - بمفهوم المجون بصفة عامة، وقصائد الشعر فيها مرتبة وفقاً للموضوعات أو بناء على مصطلحات أدبية أخرى، فهناك فصول بعنوان "الفارسيات" وأخرى بعنوان "الأمثال في شعر أبي نواس"، وثالثة بعنوان "البديع عند أبي نواس" وهكذا... أما الباب الثالث عشر فهو يضم رسالة الشامي مهلهل بن يموت بن المزرّع في السرقات الأدبية لأبي نواس ومآخذ أخرى عليه في ديوانه، ويحتوي الباب الرابع عشر على رسالة موجزة لأبي العباس العمَّاري يدافع فيها عن أبي نواس بسبب النقد الموجه إليه من قبل المَبرَّدْ ومهلل بن يموت، أما الباب الخامس عشر فقد اشتمل على نوادر عن أبي نواس وشعره، وهي تشذ عن التقسيم المألوف للديوان، وتوجد في هذا الباب أيضاً المخَمَّسة الطويلة المنسوبة إلى أبي نواس عن مغامرته مع دلالة، وإن طريقة التحقيق في هذا المجلد تحذو حذو الطريقة المتبعة في المجلدات السابقة دون أي تغيير.