البيوغرافيا والتاريخ

تغَيَّر مفهوم البيوغرافيا حسب الفترات التاريخية، وحسب طبيعة الإتجاهات المتحكمة في الكتابة التاريخية، وظل الفرق بين التاريخ والبيوغرافيا أو الحد الذي يفرق بينهما على الدوام غير واضح، وفي هذا السياق تشكل العلاقة بين البيوغرافيا والتاريخ "حكاية" طويلة تتخللها لحظات - قد تطول أو تقصر - من الجفاء والتوتر - أو لحظات من التفاعل والتكامل.

وتتخذ هذه الحكاية أهم عنصر في السرد وهو التشويق الذي يشد إنتباه القارئ المتلهف لمعرفة مآل هذه العلاقة التي اتخذت طابع الصراع الصعب الذي ذهب إلى حد تهميش السيرة وإقصائها وإحتقارها لزمن طويل، لتسترجع فيما بعد، وفي عصرنا هذا، مكانتها الإعتبارية كحقل للمعرفة والإكتشاف والمتعة.

هذا الكتاب، يسعى لتقريب حكاية مثيرة للقارئ ليتمكن من أخذ نظرة تتيح له الإسهام في تعميق نظرته لإيقاعات المعرفة في زماننا.