دليل موجز للكتابة عن الفيلم

يوضح هذا الكتاب – بصورة فريدة على ما أعتقد – كيف أن التفكير بالأفلام والكتابة عنها مرتبطان معاً ارتباطاً متداخلاً. ويساوي ذلك في الأهمية أن الكتاب يستفيد من كون الطلاب يكتبون كتابة أفضل عن المواضيع التي يعرفونها ويحبونها، ومن أن قلة من المواضيع اليوم تثير من المتعة وتلقى من الفهم عالمياً أكثر مما تثيره السينما، كما أن الكتاب يطوّر تلك الحقيقة. ومن جهة أخرى، فإن كتاب دليل موجز للكتابة عن الفيلم يسير بالطلاب عبر عملية تحويل المتعة والسرور المستمدين من مشاهدة أحد الأفلام إلى الشعور بالرضا الذي ينتج عن بلورة الأفكار حول ذلك الفيلم والتعبير عنها بوضوح. وباستخدام الكتاب في مسيرته لأمثلة طلابية ومحترفة عديدة، ينتقل من تدوين الملاحظات والمسودات الأولى إلى المقالات والمشاريع البحثية المصقولة، مبيناً كيف يصبح تحليل الفيلم أكثر صقلاً ودقة كجزء من عملية الإنشاء. وفي الوقت نفسه، يفترض الكتاب أننا نكتب بشكل أفضل وطواعية أكبر عن الموضوع الذي ندخل فيه بثقة وارتياح. ولمعظم الطلاب اليوم، السينما هي ذلك الموضوع. وكتابدليل موجز للكتابة عن الفيلم يستفيد من تلك المحبة للأفلام ومعرفتها - اللتين تمتدان من أفلام يتعرف عليها الطلاب بسهولة إلى أفلام يُحتمل أن يكونوا قد سمعوا أو قرؤوا عنها فقط – كوسيلة لتشجيع المهارات الكتابية وتطويرها.

والذين من بيننا يدرّسون الأفلام قلما تتوافر لهم الفرصة لمناقشة الكتابة عن السينما. فمعظمنا ننشغل بتقديم أفلام وكتب متنوعة عن هذه الأفلام، والافتراض المعتاد الذي نُجْبَر على تبنيه هو أن الطلاب قادرون على وضع ما يرونه ويفكرون به في شكل كتابي مفهوم. ومهما كان هذا الافتراض شائعاً ويمكن التسامح معه، فهو أقل مصداقية اليوم من أي وقت سابق. ولا بد أن المدرسين يحتارون ويتحسرون بشكل متزايد على هؤلاء الطلاب المتحمسين الذين يبدو أن لديهم معرفة واسعة بالأفلام وتتزاحم لديهم الأشياء التي يريدون قولها عن السينما لكنهم يكتبون أبحاثاً مشوشة ومخيبة للآمال.

إحدى طرق تفادي هذه المشكلة هو الاعتماد على اختبارات تتطلب إجابات قصيرة. ولكن مع أن هذه الطريقة مفيدة وضرورية، خاصة في مقررات تاريخ السينما التي تعتمد على المحاضرات، فهي تتجاهل متطلبات مفيدة متعددة للمقالة النقدية، وهي متطلبات تحدث اختلافات حقيقية في نوعية تفكير الطالب. فالمقالة ترغم الطالب على استخدام مهارات خاصة: توليد أفكار أصلية والتركيز عليها، وتنظيم هذه الأفكار والحفاظ عليها وتغذيتها ودعمها إلى أن تتطور تطوراً كاملاً، وضبط الملاحظات والمدرَكات ضبطاً دقيقاً بمراجعة اللغة المستخدمة في وصفها، واستخدام قواعد النحو والتراكيب اللغوية الصحيحة كجزء من عرض مقولة أو حجة، والاستفادة من أفكار الآخرين من خلال البحث الذكي.

باختصار، كتابة المقالات عن الأفلام هي إحدى أكثر طرق الاستجابة لها صقلاً. ويحتاج المدرّس في اعتقادي – من أجل استخراج المدى والأصالة والصرامة في تفكير الطالب – إلى إرشاده عبر آليات صيغة المقالة. ويأمل هذا الكتاب أن يكون هو ذلك الدليل المرشد، وذلك بملء الفجوة بين كتابة الكتيبات والكتب المقررة في دراسات الأفلام وذلك بتقطير دروس الكتابة إلى الشكل الذي تنطبق فيه بصورة خاصة على النقد السينمائي.

لهذا الكتاب أهداف ثلاثة: توفير الوقت على المدرسين، الذين يعرضون للطلاب تعقيدات الفن السينمائي وصناعة السينما ويعانون من ضيق الوقت للتعامل مع مشكلات الطلاب الكتابية، وتخفيف قلق الطلاب حول الكتابة بإيضاح نقاط يفترض الكثيرون من المدرسين خطأً أن لدى الطلاب معرفة سابقة بها، وعبر هذين الهدفين تشجيع تواصل أكثر متعة ووضوحاً بين الجانبين.