الكتابة التاريخية

انفتح التاريخ على أنواع مختلفة من الوثائق والشواهد التي لم تكتب في الأصل لغرض الشهادة التاريخية، تندرج في هذا المقام كتب النوازل والرحلات و الأدب و الفقه وغيرها. فـ المؤرخ يتخذ أحيانا كثيرة من هذه النصوص وسيلة لاشتغاله، باعتبارها وثائق تكشف عن تفاصيل تتجاهلها المدونات الرسمية، وتساهم في بناء صورة متكاملة حول فترة زمنية معينة، قد تجعل عمل المؤرخ أكثر مصداقية وأقرب إلى الواقع المعاش.

تعتبر الأنثروبولوجيا من أكثر الحقول المعرفية التي اجتذبت المؤرخين بفضل ما تتيحه مناهجها من إمكانيات غنية للتفسير والتأويل. وقد انخرط عدد كبير من والمؤرخين والأنثروبولوجيين في دراسة المجتمعات "الغيرية"، والبحث عن أصول النظام الاجتماعي وطبيعة الاختلاف بين هذه المجتمعات، ومهما يُقال عن دوافع هذه الدراسات وأهدافها الاستعمارية، فإنها أسهمت بغزارة في نضج المعرفة التاريخية وتزايد إمكاناتها التفسيرية.