الفلسفة الرمزية لدى الشيخ الرئيس

يقدم كتاب الفلسفة الرمزية لدى الشيخ الرئيس ابن سينا رؤية بحثية في مذهب هذا العالم في العقل والنفس عبر أفكاره التي بثها ضمن مجموعة من رسائله الفلسفية ذات الطابع الرمزي.

ويشير الكتاب الذي ألفه الدكتور أحمد غنام إلى تصوير ابن سينا الرمزي لحال النفس البشرية وهبوطها كراهية إلى العالم السفلي ثم استئناسها به ونسيانها عهودها وبعد ذلك عودتها إلى العالم العلوي بعد الموت.

وجاء الكتاب في تسعة فصول الأول للتعريف بابن سينا والوقوف عند مراحل حياته والإشارة إلى كتابيه القانون والشفاء حيث اعتبرهما المؤءلف أرقى ما وصل إليه التفكير الفلسفي في العصور الوسطى أما الفصل الثاني فيقف عند معنى الرمز لغة واصطلاحا ثم جاء الفصل الثالث لمعرفة أصالة الفكر الفلسفي عند ابن سينا.

الفصل الرابع حمل عنوان الخيال والرمز عند ابن سينا وصولا إلى الفصل الخامس الذي كان مهتما بالنفس وتحولاتها.

وجاء الفصل السادس في الكتاب ليبحث في رسالة العشق الرمزية التي سنرى فيها أن التكوين عنده يرتبط بعملية المعرفة الصاعدة فيبين أنه لولا العشق لما لبست المادة صورتها ولا طلب النبات غذاءه إضافة إلى تداعيات العشق وتحولاته ومقتضيات التعامل معه.

وخصص الكاتب الفصل السابع للرمز السينوي /نسبة لابن سينا/ في قصة حي بن يقظان التي كتبها وشحنها بالرموز ويقصد من خلفها إلى معالجة بعض الأفكار العقلانية بأعماق نفسه والمعرفة الحقة الفاعلة في الوجود والموجودات.

أما الفصل الثامن فجاء عن وقوع النفس الإنسانية في قفص الطبيعة واستئناسها به والفصل التاسع لمحاربة النفس الناطقة للشهوات وانجاذبها إلى عالم العقل.

اعتمد الكتاب الذي يقع في 141 صفحة من القطع الكبير على ترابط الأسس الفكرية لتحليل مسالك الشيخ الرئيس واتجاهاتها وفق التطبيق الثقافي والمنهجي الذي يعتمده باحثو الفلسفة.