مساج

تقول ميرا أحمد في تقديمها لترجمة رواية «مساج» للكتاب الصيني «بي في يو» إن روايات ما بعد التسعينات شهدت انطلاقة كبيرة وحققت تطوراً كبيراً مقارنة بما كانت عليه في الماضي، واقتحمت الأعمال ميادين جديدة في الحياة وأبرزت إدراك الكتاب لأهمية البحث عن البنية الروائية والأسلوب والبحث عن التجارب الذاتية والمشاعر الإنسانية».
ومن بين هؤلاء الكتّاب الذين لمعوا في الفترة الأخيرة «بي في يو» وينتمي إلى أدب ما بعد التسعينات، الذي قدم العديد من الأعمال الأدبية المتميزة، وحصد الكثير من الجوائز الرفيعة، فقد بدأ حياته الإبداعية في ثمانينات القرن العشرين، وترجمت أعماله إلى الكثير من اللغات وتحول بعضها إلى أفلام سينمائية ومسلسلات تلفزيونية.كما أن روايته «مساج» حققت نجاحاً باهراً، ونالت إعجاب الكثيرين، وتحولت إلى فيلم سينمائي بعنوان «مساج العميان» وهو الفيلم الذي نال جائزة الدب الفضي عن أفضل تصوير في مهرجان برلين الدولي في عام 2014، وتدور أحداث الرواية حول مجموعة من المكفوفين، يحترفون نوعاً من التدليك الصيني يسمى «التوينا» وهو عبارة عن تدليك علاجي يعتمد على الضغط البطيء على نقاط الوخز في الجسد، و«التوينا» تجري على خطوط الطاقة التي تتدفق في الجسم؛ لكي توازن الطاقة داخله، ومن الممكن القول إن «التوينا» تفعل ما يفعله الوخز بالإبر، لكن في هذه التقنية يتم استخدام اليدين.
تكشف الرواية عن الحياة الواقعية التي يعيشها الكفيف وسط عالم رحب؛ لكنه يشعر بأنه عالم ضيق جداً، عالم حالك السواد، وتعكس أيضاً نظرة المجتمع إلى الكفيف، وتضع الرواية يدها على نقطة حساسة جداً في حياة الكفيف؛ وهي تلك التي تتعلق بضرورة الاتكاء على عالمه الداخلي في كسب قوته دون مساعدة من أحد.